وتـبـقـــى الـــقـــــدس
قـــلـــب فــلــســطــيـــــن



التآمر الاسرائيلي لتهويد القدس الشرقية جغرافيا وديموغرافيا منذ الاحتلال الاسرائيلي في السبعة والستين وحتى يومنا هذا يعتبر حجر الزاوية في المخطط الصهيوني الكولونيالي لتهويد ما تبقى من فلسطين بعد نكبة الثمانية والاربعين. فليس من وليد الصدفة ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي والكنيست الاسرائيلي اتخذتا مباشرة بعد الاحتلال قرارا غير شرعي بضم القدس الشرقية الى القدس الغربية وباشرت جرائمها التهويدية في المدينة، فكان هذا القرار الكولونيالي المقدمة لعملية الاستيطان والتهويد واسعة النطاق في جميع المناطق الفلسطينية وذلك بهدف دفن الحق الوطني الفلسطيني الشرعي باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقد استغلت اسرائيلي الصمت العربي المعيب والعجز العربي الرهيب والتواطؤ العربي الحقير لمواصلة عملية اغتصابها اليومي وتمددها السرطاني الاستيطاني التهويدي داخل وخارج اسوار القدس العربية المحتلة. وسنويا يعقد المؤتمر الاسلامي والعربي "للدفاع" عن عروبة القدس الذي تتولى رئاسته الانظمة الداجنة في الحظيرة الامريكية، وجميع مؤتمراتها انتهت مثلما بدأت "طزع حكي" فارغة وشعارات شبيهة بعملة اسرائيل لا تصرف في أي مكان، وهل يرجى من الارانب ان تكون اُسودا في ساحات المواجهة؟
وفي هذه الايام العصيبة عشية مؤتمر انابوليس الدولي "للسلام"، الذي يقال انه سيعقد بعد اسبوعين، تواجه القدس الشرقية – قلب فلسطين النابض – مخاطر "السكتة القلبية" التي تهدد "بالموت السريري" كيان دولة فلسطينية مستقلة وطبيعية قابلة للحياة مستقبلا. فقيد التنفيذ وفق مخطط المحتل الاسرائيلي اكمال البناء وشق الطريق ومواصلة اتمام جدار الضم والفصل العنصري الذي يربط من ناحية بين القدس الشرقية ومستوطنة "معاليه ادوميم" المقامة على ارض فلسطينية محتلة، ومن ناحية ثانية يفصل نهائيا بين القدس الشرقية ومحيطها العربي (بيت لحم وغيرها) ويعزلها عن الضفة الغربية ويؤدي الى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها فيما يؤدي الى تواصل اقليمي بين القدس وكتل الاستيطان الكبيرة واسرائيل، يعني "كفك على الضيعة" بالنسبة لدولة فلسطينية طبيعية وقابلة للحياة بدون القدس قلبها النابض وبتواصل بين اوصالها الممزقة بشكل انفاق تحت الارض بين كانتوناتها وجزرها المفرقة.
وامعانا في التآمر الاسرائيلي على القدس والحقوق الوطنية الفلسطينية والسلام العادل ينشط اعداء الحق الفلسطيني المشروع عشية اقتراب عقد مؤتمر انابوليس لعرقلة وكربجة أي "تنازل" اسرائيلي في موضوع القدس يمس المشروع الاحتلالي الصهيوني بوحدة القدس الشرقية والقدس الغربية تحت السيادة السياسية الاقليمية الاسرائيلية، فقد بادر النائب اليميني الليكودي جدعون ساعر الى طرح مشروع قانون في الهيئة العامة للكنيست (في القراءة التمهيدية)، امس الاول يستدعي موافقة تصويت ثمانين عضو كنيست على أي تغيير يطرأ على "القدس الموحدة" في مؤتمر انابوليس المرتقب، وقد صوت الى جانب هذا القانون المعادي للسلام العادل اغلبية اربعة وخمسين عضو كنيست من مختلف كتل واعضاء اليمين من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، من الليكود وكاديما اولمرت والمفدال يسرائيل بيتينو وشاس فيما صوّت نواب حزب العمل بغالبيتهم الساحقة بأرجلهم وهربوا مثل الفئران من قاعة الكنيست. وواضح ان هدف هذا القانون الذي لا نستبعد اقراره في القراءات الاولى والثانية والثالثة قبل انعقاد مؤتمر انابوليس هو كربجة موقف الوفد الاسرائيلي فيما يتعلق بالموقف من "القدس الموحدة"!
وما نود ان نؤكده انه مهما تآمرت اسرائيل وسندها الامريكي واتخذت من اجراءات معرقلة للتسوية العادلة، فانه بدون ضمان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. فلن يكون أي اتفاق او أي سلام او امن او استقرار في المنطقة، فلا سلام بدون انجاز الحق الوطني بالدولة والقدس والعودة.

الجمعة 16/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع