منتدى أنقرة الاقتصادي!



حرصت الحكومة التركية ان يكون في مركز حدث الدورة السابعة لـ "منتدى انقرة" الاقتصادي مشاركة الرئيسين، الفلسطيني محمود عباس والاسرائيلي شمعون بيرس، وتكريمهما بالخطابة امام البرلمان التركي. والحرص التركي على الجمع بين الرئيسين الفلسطيني والاسرائيلي في هذا المنتدى ومرافقتهما بزفة اعلامية تركية والمبالغة في تقديم آيات التكريم لهما لم يكن وليد الصدفة. فمنتدى انقرة يعقد عشية المؤتمر الدولي للسلام في انابوليس القاعدة الجوية الامريكية. وتركيا ومنذ صعود حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم في العام الفين واثنين تحاول وتنشط لتكون لاعبا له دوره المشارك في مواجهة وحل قضايا المنطقة. فتركيا من جهة عضو في حلف شمال الاطلسي العسكري العدواني وكانت من اوائل من ارسلت قواتها للمشاركة في الحرب العدوانية التدميرية التي شنتها ادارة بوش على افغانستان تحت ستار "محاربة الارهاب" في العام الفين وواحد، كما ترتبط تركيا بعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية استراتيجية باسرائيل، ولكن من الجهة الثانية وبعد صعود حزب العدالة والتنمية الى السلطة رأت من الاهمية بمكان وخدمة لمصالح تركيا السياسية والاقتصادية تعزيز مكانة ودور تركيا في منطقة الشرق الاوسط، تحسين العلاقة الدبلوماسية – السياسية والاقتصادية مع البلدان العربية والاسلامية وخلق نوع من الموقف المتوازن في علاقاتها مع كل من اسرائيل والبلدان العربية. فشهدنا تحسنا في العلاقات التركية – السورية والتركية - الفلسطينية، وتحسنت العلاقات الاقتصادية – التجارية بين تركيا والبلدان العربية.
وبدأ الحكم التركي يقدم المبادرات ويعرض نفسه كوسيط مشارك في المساعي لحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني – العربي سلميا وذلك بحكم علاقته الجيدة مع طرفي الصراع. وتركيا شاركت بقوات تركية في اطار قوات اليونيفيل الدولية في لبنان. وبرأينا ان الحكم التركي يستثمر نشاطه الاقليمي في الشرق الاوسط لرفع مكانة تركيا على الحلبة الدولية ولدعم جهوده في دخول عضوية الاتحاد الاوروبي.
وبالرغم من ان منتدى انقرة للبحث في الشؤون الاقتصادية، الاستثمارات والعلاقات الاقتصادية الا ان الطابع السياسي طغى على حديث كل من الرئيسين محمود عباس وشمعون بيرس، الرئيس الفلسطيني تحدث عن ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية وعن ان انهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل يوفر الامن والاستقرار لجميع بلدان وشعوب المنطقة بما فيها اسرائيل. وبكلمات مجاملة رد شمعون بيرس بكيل المديح للرئيس الفلسطيني محمود عباس وان السلام ضروري للجميع، ولكنه لم يتطرق اذا كانت اسرائيل مستعدة لدفع الثمن المطلوب باقرار ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية – الدولة والقدس والعودة لانجاز التسوية السلمية العادلة.
لقد وقع الرؤساء الثلاثة، التركي والاسرائيلي والفلسطيني، على اتفاق لانشاء منطقة صناعية مشتركة في الضفة الغربية! وقبلها وقّعت تركيا مع الطرفين اتفاقية اقامة منطقة صناعية في شمالي قطاع غزة (في ايرز) ولم يخرج الى حيز التنفيذ بعد انقلاب حماس. وما نود تأكيده ان انهاء الاحتلال الاسرائيلي وفي ظل استقرار سياسي يمكن دفع الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية، والسؤال المركزي هل تستطيع تركيا بعلاقاتها الحميمة مع المحتل الاسرائيلي ان تؤثر عليه لتغيير سياسته الاجرامية التنكرية لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية.

الخميس 15/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع