التحرّك العربي في أي اتجاه؟



في حديث خاص أدلى به المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد لوكالة انباء الشرق الأوسط قال "ان الرئيس المصري حسني مبارك يواصل اتصالاته لتوحيد الصف العربي"!! وانه  لتحقيق هذا الهدف التقى بدمية الأمريكان في العراق برتبة رئيس الدولة العراقية المدعو جلال الطالباني والعاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز وسيلتقي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي سيلتقيه يوم الاحد القادم، وان التنسيق قائم على قدم وساق مع جلالة الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين. وان لقاءات الرئيس المصري هذه وغيرها تندرج في إطار محاولاته "توحيد الصف العربي" عشية انعقاد مؤتمر "أنابوليس" الدولي الذي دعا اليه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش!
والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه تلقائيًا على أية أسس يحاول الرئيس المصري بذل جهوده المحمودة لتوحيد الصف العربي؟ هل يحاول مبارك فعلا توحيد الصف العربي ككتلة صوانية تدعم ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية في الدولة والقدس والعودة ومن خلال التمسك بمؤتمر "أنابوليس" بالمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ورؤية بوش حول الدولتين؟ وماذا سيفعل العرب في حالة رفض الطرف الاسرائيلي وبدعم من الادارة الامريكية الالتزام بالاستجابة للموقف العربي - الفلسطيني، خاصة وان حكومة الاحتلال الاسرائيلية تضع العراقيل في طريق التسوية العادلة وترفض حتى اليوم الاتفاق مع الفلسطينيين حول وثيقة مبادئ الحل الدائم أو تحديد سقف، موعد نهائي وجدول زمني لإنهاء مفاوضات الحل الدائم.
إن ما يثير مخاوفنا أن يكون الهدف من وراء مؤتمر أنابوليس الضغط على الفلسطينيين، وبغنج عروس ليلة دخلتها من قبل الوفود العربية المشاركة، للتوقيع على مبادئ وخارطة الحل الدائم المتفق عليه بين حكومة الاحتلال الاسرائيلي وإدارة بوش الامريكية. ويكون الحل بالشكل التالي – لا عودة الى حدود الرابع  من حزيران السبعة والستين، جدار الضم والعزل العنصري يؤلف الحدود السياسية مع الكيان الفلسطيني الذي سيطلق عليه "دولة مؤقتة"، جميع كتل الاستيطان داخل الجدار تضم تحت السيادة السياسية – الاقليمية الاسرائيلية، لا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين، قد توافق اسرائيل على عدد محدود في اطار لمّ شمل العائلات، تقام دولة فلسطينية من كانتونات تتواصل فيما بينها بواسطة الأنفاق تحت الأرض والجسور والطرق الالتفافية فوق الارض، يضمن للكيان الفلسطيني "فاتيكان" ديني في القدس الشرقية!
وهذا السيناريو للحل ليس وهمًا من وحي الخيال بل واقعًا تضمنته رسالة الضمانات التي قدمها الرئيس الامريكي بوش الى رئيس حكومة اسرائيل الجنرال اريك شارون! والسؤال هو إذا كان هذا الفتات ما سيقدمه التحالف الاسرا-امريكي للفلسطينيين والعرب، فهل ستطرق أبواب مؤتمر انابوليس في وجه المتآمرين، وهل سيوافق الفلسطينيون على التفريط بثوابت حقوقهم الوطنية التي قُدم لانجازها قوافل الألوف المؤلفة من الشهداء ومعاناة ومآسي شعب بأكمله خلال الدرب الطويلة، وعشرات من سنوات الكفاح المخضّبة بالدم والعرق.

(الاتحــــــــــــــــــاد)

الثلاثاء 13/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع