هذه الحركة تريدها دمقراطية لمرة واحدة، لتصل السلطة
أيــة أجـنـدة تـخدم يـا زهـّـار!؟



* حماس، ومنذ خاضت الانتخابات وفازت بجانبها التشريعي، "أقلعت" عن عادة المقاومة، وأصبح شغلها الشاغل هو كيفية الاستفادة من السلطة *

طلع علينا، هذا الأصولي، المدعو محمود الزهار، وهو من قياديي حماس الأشاوس، وأكثرهم عداءً لمن يختلف معه في الرأي من أبناء الشعب الفلسطيني، وأكثرهم قمعًا لهؤلاء المختلفين، بتصريح، غريب عجيب، يقول من ضمن ما يقول أن على الاحتلال أن لا ينسحب من أي شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية!!!
وخلاصة تصريحات الزهّار، هي قوله بأنّ حركة حماس ستنتزع السيطرة على الضفة الغربية من أيدي السلطة الفلسطينية، في حال انسحاب الاحتلال منها، مثلما جرى في قطاع غزة!!
وسؤالنا الموجّه للزهار، هو: ألم تسعفك حنكتك وحنكة زملائك في حماس، لمعرفة أيّة مصلحة يخدم هذا التصريح؟ ألا ترون أن المصلحة الوحيدة التي يخدمها هي مصلحة الاحتلال؟ ونحن نعتقد أن الزهار ذكي بما فيه الكفاية ليعرف الإجابات على هذه الأسئلة، ونحن نعرف أنه على علم تام بأنه يخدم بهذه الأقوال الحربجية مصلحة الاحتلال لا غير، وربما عن وعي تام!!!
برأينا، فإنّ الانقلاب الحمساوي الخطير في قطاع غزة، أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنّ هذه الحركة تريدها دمقراطية لمرة واحدة، لتصل السلطة، ومن ثم تقوم بتحويل نظام الحكم في السلطة إلى شكل من أشكال الدكتاتورية، على النمط الوهابي الإخواني، وتقوم بالقضاء على كافة أشكال المعارضة، من كافة الجهات، بالقوة أو بغيرها.
نحن نرى أن الاحتلال استفاد من تصريحات الزّهار، لأنها تتفق وتقديرات أقطاب الآلة العسكرية في إسرائيل، الذين يستخدمون معادلاتهم "الأمنية" (وكأن التقديرات الاستراتيجية هي نوع من أنواع العلوم الدقيقة) ليقنعوا المواطنين في اسرائيل، بأنّ حماس ستقوم بالسيطرة على الضفة الغربية بالقوة، في حال اسحبت اسرائيل منها، ويستخدمون هذه الأقوال لتبرير عدم قيامهم بأولى وأهم الخطوات لإحقاق العدل، وهي الانسحاب، وها هم قد حصلوا الآن على دعم من مصدر غير متوقّع (ربّما كان متوقّعًا)، لتأكيد نظريتهم ورؤيتهم "الأمنية!!
برأينا أن حماس، ومنذ خاضت الانتخابات وفازت بجانبها التشريعي، "أقلعت" عن عادة المقاومة، وأصبح شغلها الشاغل هو كيفية الاستفادة من السلطة لتقوية نفسها على حساب الأطياف الفلسطينية الأخرى، ولهذا الأمر يجب وضع حد، باجتماع كافة قوى اليسار الفلسطيني، لتشكيل قطب ثالث دمقراطي، يكون بديلا حقيقيًّا لحالة التشرذم التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

الأحد 11/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع