حكومة معادية للسلام وللفقراء



صحيح ان أبرز ما يميز حكومة الكوارث في بلادنا من سمات انها اولا وقبل كل شيء حكومة عدوان واحتلال وعداء للسلام العادل، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني خرجت قبل ايام بفلسفة ديماغوغية "ان امن اسرائيل قبل الدولة الفلسطينية"! أتوجد وقاحة سياسية واستهبال لعقل البشر احطّ من هذه! من يهدد عفاف امن اسرائيل المصون يا حضرة الوزيرة، بل من يهتك عرض الامن الفلسطيني يوميا في المناطق المحتلة، في غزة هاشم وقطاعها وفي نابلس جبل النار ومخيماتها ويقصف يوميا ويقتل الابرياء من اطفال ونساء ويفرض حصار الجوع على اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني للتهرب من الاقرار بمتطلبات التوصل الى سلام عادل مع الفلسطينيين والاعتراف بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية، رجعتم يا حضرة الوزيرة الى سياسة "حيّك منديلو" الى التمترس في الخانة الامنية الى الاملاء الاسرائيلي بتجريد فصائل المقاومة الفلسطينية من السلاح، بهدف اشعال الفتن المسلحة والصراع الفلسطيني – الفلسطيني. وفي وقت لا يزال فيه الاحتلال الاسرائيلي جاثما كالكابوس على صدر الشعب الفلسطيني وارضه المحتلة وفي وقت يواصل فيه قضم ونهب الارض الفلسطينية وتهويدها وزرعها باوباش المستوطنين. فان بقي هذا الموقف الرفضي سيد الموقف الاسرائيلي فلن يتمخض عن مؤتمر بوش في انابوليس أي شيء ايجابي، بل العكس قد يفجّر لهب الصراع الدموي من جديد.
لقد اكدنا مرارا ان نظاما يجرم بحق شعب آخر ويظلمه باحتلال وطنه ومصادرة رغيف خبز معيشته، نظاما كهذا لا يمكن ان يكون عادلا مع شعبه. وقد درجنا على تعريف الحكم في بلادنا انه حكم ينتهج سياسة العدوان والافقار. فمن يفرض بقوة السلاح والبلطجة العدوانية العربيدة الحصار والمجاعة على قطاع غزة الفلسطيني فان انياب الفقر والمجاعة ستطال الالوف المؤلفة من الاسرائيليين والمواطنين العرب في اسرائيل. فلدفع ثمن تكاليف الاحتلال والاستيطان والحروب العدوانية تقتطع حكومة خدمة ارباب الرأسمال من اجرة ورغيف ومستوى معيشة الكادحين واصحاب الدخل المحدود من الفئات الاجتماعية المسحوقة. تقتطع بشكل مباشر من خلال تقليص ميزانيات الخدمات الاجتماعية والرفاه الاجتماعي (الصحة والتعليم والمواصلات العامة وغيرها) التي يتضرر منها اصحاب الدخل الهزيل والمحدود اكثر من غيرهم، او بطريقة غير مباشرة تؤثر بشكل مباشر على مستوى معيشة الفقراء والمحتاجين من ذوي الدخل القليل والمحدود من العاملين ومتسلمي مخصصات البطالة والتأمين الوطني، وذلك من خلال رفع اسعار السلع الضرورية والخدمات الاساسية. وهذا ما لجأت اليه حكومة الكوارث والافقار هذه الايام عن طريق وزارة التجارة والصناعة، فقد رفعت اسعار السلع الضرورية الاستهلاكية، رفعت سعر الخبز والحليب ومشتقاته بنسبة ستة في المئة، واسعار الكهرباء والمواصلات العامة. فرفع اسعار هذه المنتجات يؤدي الى زيادة ارباح الرأسماليين على حساب الاقتطاع من لقمة عيش ومعيشة الكادحين وذوي الدخل المحدود. فالخبز والحليب يعتبران مركّبا اساسيا في سلة الغذاء اليومي للفقراء والاطفال. اما الاغنياء فلا يقربون الخبز من تخمتهم ويفتشون عن اماكن تخفيف الوزن.
لقد اكدت معطيات مؤسسة التأمين الوطني عن العام الفين وستة ان فجوات التقاطب الاجتماعي ازداد اتساعا واصبح عدد من يعيش تحت خط الفقر في اسرائيل اكثر من مليون وستمئة الف فقير، والضربات الاقتصادية الاخيرة من رفع اسعار وغيرها كم ستزيد من عدد الفقراء في اسرائيل في العام الفين وسبعة، يا حكومة الكوارث والعدوان والافقار؟؟


(الاتحاد)

الجمعة 9/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع