لن تغيب شمس اكتوبر الاشتراكية!



اليوم السابع من تشرين الثاني/نوفمبر تصادف الذكرى السنوية التسعون لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي غيّرت طابع مجرى التطور التاريخي في القرن العشرين في صالح تطور الشعوب التي كانت مغلوبة على امرها وفي غير صالح مصّاصي دماء الشعوب من المستعمرين والرجعيين الطبقيين اعداء الانسانية. ورغم ان وطن ثورة اكتوبر، الاتحاد السوفييتي، انتكس وانهار وتفكك بعد اكثر من سبعين سنة من عمره لاسباب عدة لا مجال اليوم لخوض غمارها، الا ان شمس اكتوبر المشعة لن تغيب ابدا ولن يخبو بريق نورها من فضاء وحياة البشرية ومن عزيمة المناضلين من اجل مجتمع العدالة الاجتماعية الخالي من مختلف اشكال القهر والاضطهاد والتمييز الطبقي والقومي والاثني العنصري والطائفي والجنسي التي تسود الانظمة والبلدان الرأسمالية، رأسمالية استغلال الانسان لأخيه الانسان.
لقد وفّرت الاشتراكية ظروف احترام وتوفير مختلف الشروط الانسانية والاقتصادية الاساسية لتطور الانسان بشكل خلاق ومبدع. فرغم الطوق الامبريالي ووسائله العدوانية من سباق تسلح جنوني وتصعيد الدعاية الديماغوغية عبر اذاعات ومخافر استراتيجية امامية معادية للشيوعية وللسوفييت مثل اسرائيل، ورغم الاعمال التجسسية لاختراق الاتحاد السوفييتي من الداخل وبهدف تقويض اركانه، رغم كل ذلك نجح الاتحاد السوفييتي خلال اكثر من سبعين سنة ان يقضي على الفقر والبطالة وان يوفر التعليم المجاني في جميع مراحله والتأمين الصحي المجاني للجميع والرياضة للجميع وتطوير طاقة عسكرية من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية لحماية امن الوطن الاشتراكي ومساندة حركات التحرر القومي في تحطيم انياب وسلاسل وحوش وقيود المستعمرين. فليس من وليد الصدفة ان اول من غزا الفضاء كان السوفييت وان اكثر من طور الفنون المختلفة وحصد الميداليات الرياضية في الالعاب الدولية والاولمبية كانوا السوفييت. وان كل بلد تحرر من نير الاستعمار وجد في وطن الاشتراكية سنده الداعم له عسكريا وماديا ودبلوماسيا – سياسيا. بقوة وطن اكتوبر العسكرية اوجد "موازنة الرعب الاستراتيجي" مع الامبريالية الامريكية والحلف الاطلسي، هذه المعادلة التي قلّمت انياب العدوان الامبريالي وحفظت السلم والامن العالميين وانقذت البشرية من حرب عالمية استعمارية ثالثة كارثية.
ومنذ انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي وحلفائه في اوروبا الشرقية تواجه البشرية وحشية القطب الواحد الامبريالي الامريكي وشراسته العدوانية الاستراتيجية للهيمنة كونيا بهدف نهب خيرات وثروات الشعوب، نواجه التكالب الرأسمالي في ظل الطابع الشرس للعولمة الرأسمالية لضرب مكاسب الطبقة الكادحة وتصعيد وسائل استغلال البلدان النامية. ورغم صعوبة هذه المرحلة فان "بقاء الحال من المحال" ولا يمكن انهاء حالة الصراع الطبقي والنضال من اجل مجتمع العدالة الاجتماعية. فما دام هنالك ظلم واضطهاد وتمييز فحتما لا مفر من الصراع والمواجهة، ولهذا فنحن على ثقة بانه لن  تغيب شمس اكتوبر الاشتراكية، وصراع الانسانية من اجل مجتمع افضل، مجتمع العدالة والاشتراكية.

الأربعاء 7/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع