كلمة <<الاتحاد>>
هجمة هدم تُنذر بالخطر!

في توقيت مثير للريبة اطلقت السلطات الاسرائيلية هجمة لهدم بيوت ومصالح يملكها مواطنون عرب. ففي غضون (48) ساعة قامت الجرافات تحت حراسة بوليسية مكثّفة بتدمير ستة مبانٍ في قرية عيلبون، ومطعم في مدخل قرية بسمة طبعون، دون اي سابق إنذار، ومن خلال استباق سافر للبت القضائي في مصير مبانٍ تزعم السلطات انها "غير مرخصة"، كعادتها.

هذه الجرائم المعهودة تقع ضمن التوجه التمييزي المنهجي بحق الجماهير العربية (ولا تقع بسبب "الاهمال" كما يخبرنا القاموس الرسمي المشبوه!) ولكن يجب الانتباه والتنبيه الى ان السلطة الحاكمة تقدم على افتعال ازمات بحجم قطري مع الجماهير العربية، في كل مرة يتأزم مأزقها السياسي، بفعل ممارساتها الدموية المشتقّة من الواقع الاحتلالي الذي تفرضه على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالما رأينا كيف تقوم هذه المؤسسة الحاكمة بتصدير أزمتها "الى الداخل" عبر تأجيج العنف الرسمي بحق المواطنين العرب. وهنا، مع هجمة الهدم التي تلوح مؤشراتها الخطيرة، يجب التحذير اولاً من هذه الممارسات الاجرامية نفسها، وثانيًا مما تخطط له الرؤوس الحكومية، وبالمشورات المخابراتية اياها، من ورائها..
فالسياسة الواقفة خلف هذه الممارسات لا يمكن ان تخفى علينا. لأن اليمين الاسرائيلي الحاكم لطالما خطط لمحاصرة الجماهير العربية وإسقاط الشرعية عنها، وتصدير صورة قاتمة للخارج وكأن الدولة لا تعيش مواجهة مع الفلسطينيين تحت الاحتلال فحسب، بل انها تواجه ما تسميه المؤسسة الحاكمة صراحة "الخطر في الداخل".. وحين ننظر الى هذه الموبقات، علينا اخذ الاسقاطات التي يريدها مخططوها بعين الاعتبار! ومن هنا وجوب مواجهة هذه الجرائم ليس بوصفها جرائم "مخصخصة" بحقّ افراد وعائلات، بل كجرائم تأتي لتأجيج هجمة مبرمجة ومخططة على الجماهير العربية برمّتها.

وفي ظلّ واقع كهذا، يجب اولاً التيقّظ الى خطورة ما قد ينتظرنا، مع اشتداد الحصار السياسي الدولي على حكومة اليمين. وثانيًا، يجب التعاطي الجدي مع ما قد تظنّ الرؤوس اليمينية الشوفينية الحاكمة انها قادرة على جر جماهيرنا اليه! فالى جانب ضرورة المواجهة السياسية والقضائية، يجب التحلي بأعلى درجات المسؤولية، انطلاقًا من مبدأ مسؤولية القيادات السياسية في الحركات الفاعلة بحماية جماهيرنا، وهذا من خلال توجيه مواجهتها النضالية الى خلاف ما تسعى الطغمة الحاكمة جرّنا اليه.. نضالنا العادل يجب ان يُدفع بالحكمة السياسية، لئلا نقع في هذا الشرَك الخفيّ أو ذاك.
فلتكن إذن ساعة حاسمة من اليقظة والمواجهة الكفاحية، والمسؤولية معًا!

("الاتحـــــــــــاد")
الثلاثاء 2/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع