أوقفوا جرائمكم ضد قطاع غزة!



منذ اكثر من شهر تقريبا اتخذت حكومة الكوارث والاحتلال والعدوان الاسرائيلية، قرارا تعسفيا اجراميا تعتبر بموجبه قطاع غزة "كيانا معاديا". والمدلول السياسي لهذا التصنيف الاحتلالي الاسرائيلي ان المحتل الغاشم يعطي لنفسه الصلاحية والمصداقية والشرعية لارتكاب ابشع الجرائم ضد هذا "الكيان المعادي" وممارسة مختلف اشكال العقوبات الجماعية من مجازر دموية وحصار اقتصادي وتجويعي، ضد مليون واربعمئة الف فلسطيني اهل قطاع غزة. ومعطيات الواقع المأساوي تشير الى انه منذ اتخاذ القرار الجائر باعتبار قطاع غزة "كيانا معاديا" يصعّد المحتل الاسرائيلي من جرائمه الممارسة على جبهتين متوازيتين في آن واحد، على الجبهة العسكرية بتصعيد عمليات الاجتياحات الخاطفة وقصف الاحياء السكانية المدنية بذريعة تصفية مقاومي الاحتلال، تصعيد عمليات اغتيال وتصفية قادة وشخصيات ناشطة من مقاومي الاحتلال وبضمنهم من ناشطي حركة المقاومة الاسلامية "حماس" والجهاد الاسلامي وايقاع الضحايا من المدنيين الابرياء من نساء واطفال ومسنين وشبان. فلا يمر أي يوم الا وقوات الاحتلال الاسرائيلي توقع بقصفها الاجرامي من الجو والبر القتلى والجرحى من الفلسطينيين في قطاع غزة. وبموازاة جرائم القتل والعدوان الهمجي فان المحتل الاسرائيلي يصعّد تدريجيا من عقوباته الجماعية على القطاع واهله، وذلك من خلال تشديد الحصار الاقتصادي والتجويعي الذي وصل الى درجة تخفيض كمية المحروقات من بنزين وسولر وغيرهما من مشتقات البترول بنسبة سبعة واربعين في المئة، والنية في قطع الكهرباء واغلاق المعابر وزيادة المعاناة الفلسطينية على الحواجز. فهذه الاجراءات التصعيدية للحصار تعكس اثرها المأساوي على مجال التنمية الاقتصادية والى اصابة مختلف مجالات الحياة والتطور بما يشبه الشلل التام. هذا اضافة الى الوضع المعيشي المأساوي والضائقة الاقتصادية التي يعاني منها اهلنا في القطاع، حيث تصل نسبة البطالة الى حوالي سبعين في المئة واكثر من ستين في المئة من اهالي القطاع يعيشون تحت خط الفقر. فالاوضاع في القطاع اصبحت من جراء جرائم الحصار ومختلف العقوبات الجماعية تنذر بمأساة بشرية وانسانية.
وما نود تأكيده في هذا السياق ان تصعيد العدوان وتشديد اجراءات الحصار الاقتصادي والتجويعي على قطاع غزة تندرج في اطار المخطط الاستراتيجي والسياسي للمحتل الاسرائيلي وهدفه المركزي كسر شوكة النضال العادل لحرمان الشعب الفلسطيني من حقه الوطني الشرعي في الحرية والاستقلال الوطني. فالاحتلال يحاول ديماغوغيا وعن طريق الممارسة، خلق الوهم لدى الرأي العام العالمي انه يتعامل مع "كيانين فلسطينيين"، "كيان ارهابي" في القطاع تقوده سلطة ارهابية بقيادة حماس والجهاد الاسلامي، كيان معاد تحاربه اسرائيل في اطار "الحرب الكونية ضد الارهاب"!! وكيان فلسطيني آخر وسلطة فلسطينية اخرى في الضفة الغربية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة التحرير الفلسطينية، سلطة "معتدلة" تجري اسرائيل وسندها الامريكي مفاوضات سياسية معها وستشارك في مؤتمر "انابوليس" الدولي الذي دعا اليه الرئيس الامريكي بوش، والذي سيعقد في الشهر القادم!!
ووفقا لهذا التوجه الاستعماري الاسرائيلي يتضح وكأنه لا يوجد احتلال اسرائيلي جاثم على صدر الضفة الغربية وحول رقبة قطاع غزة، كان ولا يزال مصدر الآلام ونزيف الدم المتدفق من شرايين الصراع.
ان مهمة انصار حقوق الانسان وحق الشعوب في التحرر والسيادة الوطنية، مهمة المجتمع الدولي، التحرك لانقاذ قطاع غزة من كارثة انسانية ومطالبة المحتل المجرم بوقف جرائم الحصار والمجازر والاقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية، مهمة الساعة اعادة اللحمة الى صفوف الوحدة الوطنية والاقليمية لشعبنا في المناطق المحتلة.
الأربعاء 31/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع