ألموقف من حق العودة محكّ أساسي!



من بواطن الضعف الاساسية التي تضمنتها اتفاقات اوسلو المرحلية، والتي كانت من عوامل فشل هذه المفاوضات، هي ارجاء القضايا المفصلية، الثوابت الاساسية للحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف – الحدود والقدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين – للمرحلة النهائية من التفاوض التي كانت ستنتهي في العام 1995 ولم تبدأ بعد بسبب الحروب والمماطلة ومواصلة السياسة العدوانية الاسرائيلية المتنكرة للحقوق الشرعية الوطنية الفلسطينية. واليوم، حيث ان التحالف العدواني الاسرا-امريكي يعد العدة لعقد "المؤتمر الدولي" الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش والذي سيعقد في القاعدة العسكرية الجوية الامريكية "انابوليس" في الخريف، فان هذا التحالف يخطط ويناور كي يخرج مؤتمر انابوليس بقرارات فضفاضة لا تحسم في طابع الموقف من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. ولعل اكثر ما يتنكر له التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي هو حق العودة للاجئين الفلسطينيين، حرمان اكثر من ستين في المئة من التعداد السكاني للشعب العربي الفلسطيني الموزعين في المناطق المحتلة، في الضفة والقطاع وفي مخيمات الشتات القسري في لبنان وسوريا والاردن ومختلف بلدان العالم، من حقهم الانساني والشرعي الذي تقره الشرعية الدولية بالعودة الى وطنهم. هذا اضافة الى اكثر من مئتي الف مهجّر عربي فلسطيني من اللاجئين على ارض الوطن ويحرمون من العودة الى قراهم المنكوبة في الثمانية والاربعين.
ان الموقف من حق العودة للاجئين الفلسطينيين المحك الاساسي لطابع اية تسوية سياسية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي، فأي تسوية لا تقر ولا تجسد حق العودة المقدس فانها لن تكون عادلة فحسب، بل لن تؤدي الى اخماد بؤرة الصراع في المنطقة، ونحن اليوم نقف على عتبة الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية التي حولت الشعب الفلسطيني الى شعب من اللاجئين وحرمته حقه الوطني الشرعي بالحرية والاستقلال في اطار دولة وطنية سيادية عربية فلسطينية. وقد تعودنا نحن ابناء الشعب الضحية والمنكوب ان نحيي سنويا مع انصار حق العودة وبقيادة لجنة حق العودة للمهجرين، مسيرات العودة الكفاحية برفع الصوت الجماعي الذي يؤكد اصرارنا على حق العودة، وان حق العودة لا يسري عليه قانون تقادم الزمن. وبمناسبة مرور 60 سنة على النكبة يجب التفكير ببرنامج نضالي يعكس الاصرار على حق العودة ورفض جميع المخططات الامبريالية – الاسرائيلية وتواطؤ بعض الانظمة الرجعية معهما لطمس هذا الحق وتضييعه. لقد بادر اهلنا في صفورية الى احياء يوم صفورية المهجرة سنويا واليوم اهالي ترشيحا يبادرون لتحويل يوم نكبة وتهجير ترشيحا واهلها الى يوم حق العودة لأهلها وصيانة الهوية الوطنية المستقلة لترشيحا من مخطط مصادرتها وتهميشها في اطار مستوطنة معلوت وتحويلها الى حارة منسية وداخل البرنامج التهويدي العنصري. ويمكن التفكير يا لجنة المهجرين بوضع رزنامة الكفاح التي تفصل تاريخ النكبة في كل موقع وموقع لرفع راية حق العودة بأيدي اهالي اقرث وكفر برعم وكويكات وعمقا والبروة وسحماتا واهالي اكثر من خمسمئة قرية مهدومة ومنكوبة. وليكن شعار اصرارنا الكفاحي "العودة حق لا عودة عنه".
الأثنين 29/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع