استمرار الجريمة، لافشال أية إمكانية للتفاوض



zالامكان دمغ القادة الاسرائيليين بكثير من النعوت، إلا أنهم ليسوا من الغباء الى ذلك الحد الذي يجعلهم يقلقون من مؤتمر الخريف فيعملون على افشاله!
ومع ذلك فإنهم يمارسون جرائم تصر على قتل الجنين المحكوم عليه مسبقا بأن يولد ميتا، وغزة هي مركز الحدث ثانية. إذ بدأت مؤخرا سلسلة من العقوبات الجماعية الاجرامية بحق الأهل في قطاع غزة بعد تعريفه بـ"المنطقة المعادية"!
في المرحلة الأولى تم قطع الكهرباء عن القطاع وفي محاولة منها لحجب الشمس بالغربال تبجحت اسرائيل بأنها ستقوم بـ"التزويد الانساني للكهرباء" أي للمستشفيات وما شابه.. متناسية في ذلك ما يعنيه قطع الكهرباء عن المنازل العادية وعن المدارس والمصانع!
أما نائب وزير الأمن متان فيلنائي، فقد قال بكل صلافة ان قطع الكهرباء عن قطاع غزة ليس ضربا من ضروب العقوبات ولا يعد الا ضمن سلسلة الانفصال عن قطاع غزة والخروج منها!
وفي هذا استخفاف قذر بعقول الناس والرأي العام العالمي، فمن مثل الجنرال فيلنائي يعرف أن للانفصال من قطاع غزة مستحقات لا بد أن تقوم اسرائيل بدفعها وبأنها غير قادرة على هذا مهما بلغت "نواياها الطيبة"، وبأنه لا مكان لأي انسحاب اسرائيلي حقيقي من قطاع غزة ضمن خطة أحادية الجانب انما فقط من خلال الاتفاقيات الثنائية لتجاوز الضربات التي وجهها الاحتلال للقطاع المحتل منذ 40 عاما!
إسرائيل لا تخشى نجاح مؤتمر الخريف ولذا فإنها لا تعمل على افشاله إنما تلقي بالكرة في الملعب الفلسطيني، ليقوم هؤلاء بافشاله بينما تذرف اسرائيل دموع التماسيح بادعاء أنه "لا شريك!"
هذه الاستراتيجية الاسرائيلية الشريرة تتطلب ردا واضحا وخاصة على المستوى الاعلامي، بفضح النوايا الحقيقية لاسرائيل والتركيز على ما تقوم به من جرائم يومية على الأرض: الجدار والاستيطان والحواجز، هذه هي المهمة اليوم وهي تتطلب تنسيقا اعلاميا متينا وتعزيزا للوحدة الوطنية الفلسطينية للتأكيد أن هنالك جهازا واحدا قادرا على العمل بشكل منظم ومتقن، وليس مجرد ميليشيات وشلل بعضها مسلح وبعضها يطمح بهذا!

الاتحاد

الأحد 28/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع