كلمة <<الاتحاد>>
القضية العادلة تحتاج لسياسة حكيمة

في ظروف بالغة التعقيد، صادف امس السبت (29/11)، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي كانت أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل 26 عاما. وتلك الظروف تراوح في الحاضر الاحتلالي الذي تعبئه حكومة اليمين الاسرائيلي بجرائم الحرب والحقائق الاستيطانية الناجزة على الأرض المسلوبة بقوة السلاح، لكنها ظروف تجعلنا نمتد بالتفكير والموقف باتجاه ماضٍ قريب ومستقبل لا ينفكّ لناظره قريب.

وحقيقة هي ان القضية الفلسطينية تفولذت يومًا بيوم، كحجر الاساس لأية تسوية سياسية وانفراج في منطقتنا، بل انها صارت الرقم الصعب في معادلة السلام العالمي. فالمظاهرة التي تخرج في اوروبا ضد الحرب، أية حرب، لا بد ان تخفق فيها اعلام فلسطين، ومثلها المظاهرة المعادية للعولمة. لان هذه القضية العادلة، الثابتة بصمود شعبها، تحولت الى رمز. رمز للكفاح العادل الذي يصرّ عليه الانسان الحرّ.

واليوم، نرى صبحًا ومساء كيف يتكسّر رهان اليمين الاستيطاني الاسرائيلي على صخرة الصمود الفلسطيني. فذلك اليمين لم يكن أقوى من امريكا، وهذا الشعب المناضل ليس أقل من شقيقه الفيتنامي! فحكومة الاستيطان والحرب الاسرائيلية حاولت محاصرة الشعب الفلسطيني وقيادته، وإذا بها محاصرة بوزر ممارساتها، وخطورة نهجها. حتى ان رئيسها صاحب الباع الطويل في الجريمة الرسمية المنظمة يحاول تحسين صورته عبر اطلاق "صيحات سلمية"، لا يوجد من ورائها بالطبع سوى الخداع للخروج من المأزق.
ويجب القول ان القضية العادلة تحتاج اكثر شيء الى سياسة حكيمة، سياسة بعيدة عن عقلية الانتقام والمغامرة. بل سياسة مسؤولة ووطنية وعقلانية معًا. ولن نتوقف هنا عند بعض الاجسام، بين جماهيرنا هنا خاصة، ممن تدور في كل الافلاك، من العولمية وحتى الأنوية المفرطة، ولكنها بعيدة كل البعد عن الارض الصلبة للمسؤولية والجرأة في القول والموقف ومواجهة الواقع.

في ظل هذا كله، لا زلنا على ثقة وأمل بان هذه القضية الى حلّ والى نصر لا محالة، استنادُا الى الثوابت العادلة في الاستقلال والسيادة والعاصمة المقدسية وضمان حقوق اللاجئين.. تلك الثوابت التي صاغها الشيوعيون الاوائل في البلاد والمنطقة العربية برمتها، بكل جرأة وحنكة، فصارت حجر الزاوية الأمتن.

("الاتحـــــــــــــاد")
الاحد 30/11/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع