ساركـوزي.. سـنـعـود رغمًا عنك !



استقبل الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي، نظيره اليميني ايهود اولمرت، رئيس وزراء اسرائيل، وصاحب أضخم أرشيف ملفات قضائية شخصية في اسرائيل، في قصر الاليزيه.
وقد تكشفت تصريحاته عن عقلية فاشية استعمارية تعود الى حقبة ما قبل ديغول، ما قبل ثورة المليون شهيد الجزائرية التي اندلعت عام 1954  ودامت سبع سنوات، لتلحق الخزيمة بأحد أعتى واكبر جيوش تلك الحقبة بهزيمة نكراء أفشلت خلالها مخطط فرنجة الجزائر. وقد اجبرت قوات الاحتلال الكولونيالية الفرنسية على الانسحاب من شواطئ شمال افريقيا الى شواطئ اوروبا تلملم أذيالها، وغني عن القول أن من هجر من ثوار الجزائر والمدنيين عاد الى مسقط رأسه مرفوع الرأس رغمًا عن عقلية الاستعمار الكولونيالي.
ان من يعتقد ان قضية اللاجئين الفلسطينيين يمكنها ان تشطب في جلسة في قصر الاليزيه واهم حتى أقصى درجات الغباء. ومن يعتقد أن حل قضية اللاجئين هي قضية صياغة لغوية، مخطئ، لأن ما يكتب بدماء الفداء لا يصاغ  من جديد بالحبر، واستبدال حق العودة، بصيغة "حل عادل لقضية اللاجئين"، ما هو الا مضيعة للوقت وهدر لمزيد من الدماء.
ان ما قامت به اسرائيل في العام 1948 ما هو الا تطهير عرقي، وعلى المجتمع الدولي أن يحاكم من بقي على قيد الحياة من منفذي التطهير العرقي. وعلى اسرائيل الاعتراف بمسؤوليتها التاريخية. والحل لا يكون إلا بعودة اللاجئن الفلسطينيين الى قراهم المهجّرة.
فليكن الأمر واضحًا. حل قضية اللاجئين يعتمد أولاً وقبل كل شيء، على اعتراف اسرائيل بمسؤوليتها عن التطهير العرقي الذي جرى في العام 1948، المتمثل بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وقتل عدد كبير آخر، وهدم قرى بأكملها، وتشريد آلاف آخرين من قراهم إلى قرى ومدن أخرى داخل اسرائيل.
ويعني الاعتراف بالمسؤولية، الاعتراف بالحق الجماعي للاجئين بالعودة إلى ديارهم، وهو أمر غير خاضع للتفاوض على أساس موازين القوى، وبالحق الفردي للاجئين بالاختيار ما بين العودة أو الاكتفاء بالتعويض.
أما أن تعتمد قضية اللاجئين على موازين قوى حالية أو مستقبلية في العالم، فهذا ما لن يقبله أي فلسطيني. حق العودة لا يسقط بالتقادم.

(الاتحــــــــــــــاد)

الأربعاء 24/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع