مصير المؤتمر اصبح "يترقوص" على كف عفريت
وعــادت بخُـفـّـي حـُنـيــن!



في لقائها الثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، وبعض القياديين في السلطة الوطنية الفلسطينية امس الاول الاربعاء، حملت معها وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، املاءات اسرائيلية في منتهى الوقاحة الاستفزازية السافرة، لفرضها على ابي مازن والسلطة الفلسطينية لتكون ضمن توصيات وقرارات مؤتمر الخريف، الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش، حول الحل الدائم للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وتضمنت مقترحات الاملاءات الاسرائيلية الوقحة الى ابي مازن حسب ما نقلتها رايس طلبين اساسيين، الاول، ان يتنازل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويشطب طلبه وشرطه بتحديد جدول زمني يُحدد في مؤتمر بوش الدولي لانهاء مفاوضات الحل الدائم. والمدلول السياسي لهذا الاملاء الاسرائيلي المسنود امريكيا هو جرجرة المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية دون تحديد السقف الزمني لانهائها وذلك بهدف كسب الوقت لاستكمال المخطط، البرنامج الكولونيالي الاسرائيلي – من استيطان واكمال بناء جدار الضم والفصل العنصري، لعرقلة ومنع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة! اما الطلب المشروط والاملائي الاسرائيلي، الذي نقلته كوندوليزا رايس الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس فهو ان يتنازل محمود عباس والفلسطينيون عن طلب تجسيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي تقره الشرعية الدولية، وان لا يُدرج هذا الموضوع في اطار المبادئ الاساسية للحل الدائم بين اسرائيل والسلطة الشرعية الفلسطينية في "المؤتمر الدولي" المرتقب!! والمدلول السياسي لهذا الاملاء الاسرائيلي هو دفن قضية القضايا بالنسبة للحقوق الوطنية الثابتة، وحرمان اكثر من سبعين في المئة، اكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في مواطن اللجوء القسري خارج حدود وطن الآباء والاجداد من حقهم الشرعي والانساني والاخلاقي بالعودة!!
لم يقبل الرئيس محمود عباس ورفاقه من المسؤولين الفلسطينيين هذه الاملاءات الوقحة من قبل المحتل الاسرائيلي وسنده الامريكي المنحاز الى جانب المعتدي الاسرائيلي، فالقبول بنقل هذه الاملاءات يعكس حقيقة ان رسولة ادارة بوش، وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس متواطئة مع اولمرت وحكومته، ولا تمارس ما هو مطلوب من ادارتها بممارسة الضغط على حليفها الاستراتيجي، حكومة التنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية، التنكر لمبادئ السلام العادل.
ومن جراء هذه المواقف المعادية لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية ولبناء الاسس الحقيقية لانجاز السلام العادل الاسرائيلي – الفلسطيني، الغي اصدار بيان مشترك فلسطيني – امريكي، فالطرف الفلسطيني رفض التوقيع على بيان مشترك مدلوله السياسي الموافقة الفلسطينية على عملية الانتحار الذاتي لحقوقهم الوطنية! وعادت رايس "بخُفي حُنين" من لقاءاتها مع الطرف الفلسطيني، وفشلها في ليّ ذراع الفلسطينيين لرفضهم التفريط بأي من ثوابت حقوقهم الوطنية ادى الى عدام اقرار موعد محدد لمؤتمر خريف بوش ولأن يعلن الرئيس عباس انه لن يشارك بأي ثمن، في "مؤتمر السلام" بشأن الشرق الاوسط. فمصير هذا المؤتمر اصبح "يترقوص" على كف عفريت لأنه لا بديل للتسوية العادلة.

الجمعة 19/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع