لا بديل لمبدأ نصرالله!



تمّت اول امس الاثنين، عند معبر رأس الناقورة على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية عملية تبادل اسرى وجثث بين حزب الله واسرائيل، فقد تسلّم حزب الله جثتين لمقاتلين من حزب الله فقدا في حرب اسرائيل على لبنان السنة الماضية، اضافة الى اسير واحد من الحزب هو حسين عطيل مقابل تسلم اسرائيل جثة جندي اسرائيلي. وتحظى عملية التبادل هذه بأهمية من حيث مدلولها السياسي المبدئي، فكلنا يذكر ويتذكر ان حزب الله اسر جنديين اسرائيلين هما غولدفاسر وريغيف في الثاني عشر من تموز الفين وستة. وكان هدف حزب الله من وراء عملية الاسر استغلالها للمبادلة باطلاق سراح اسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب في غياهب السجون الاسرائيلية. وكلنا يذكر ويتذكر ان حكومة اولمرت – بيرتس اتخذت من عملية اسر الجنديين ذريعة لشن الحرب الاستراتيجية العدوانية المنسقة مع ادارة بوش ضد لبنان، ووضع اولمرت كهدف اولي للحرب تحرير الاسيرين بالقوة العسكرية. وانتهت الحرب بفشل اسرائيل عسكريا وبعدم تحرير الاسيرين، ومضت اكثر من سنة وعدة اشهر ولا يزال كلا الاسيرين في اسر حزب الله. ورئيس حزب الله الشيخ حسن نصرالله يتمسك بمبدأ التبادلية كخيار وحيد في موضوع الاسرى. ورغم محاولات تقزيم دور ومكانة حزب الله من قبل الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وبعض الانظمة العربية المدجّنة امريكيا وقوى 14 آذار اللبنانية التي تدور في فلك العمالة للاستراتيجية الامريكية، رغم محاولات هذه القوى اعتبار قوات المقاومة ليس اكثر من ميلشيا عصابات مسلّحة يجب تفكيكها، رغم كل هذا وغيره فان عملية التبادل عند رأس الناقورة بين حزب الله واسرائيل من حيث المبدأ هي اقرار رسمي انه لا بديل لمبدأ حسن نصرالله حول التبادلية في موضوع الاسرى بين اسرائيل وحزب الله.
الامر الآخر الهام من حيث المدلول السياسي انه بالرغم من ان عملية التبادل عند معبر رأس الناقورة ليست واسعة النطاق، الا انها يمكن ان تكون مؤشرا له دلالته المستقبلية. فلم يعد سرا انه يجري عبر قنوات الامم المتحدة والمانيا محادثات ومفاوضات سرية يجريها الوسطاء مع اسرائيل وحزب الله حول موضوع تبادل الاسرى بين الطرفين. وفي اكثر من مناسبة صرح الشيخ حسن نصرالله ان اطلاق سراح الاسيرين الاسرائيليين جولدفاسر وريغيف لن يتم ابدا الا عبر عملية تبادلية. وان على رأس مطالب حزب الله اطلاق سراح عميد الاسرى سمير قنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر وغيرهم.
ان ما نأمله في هذا السياق هو نجاح المساعي المبذولة للوفاق الوطني في لبنان وفشل المؤامرات الاجنبية والرجعية المحلية لاشعال نيران الفتنة والصراع وتمزيق وحدة لبنان وطنيا واقليميا. فنجاح مساعي الوفاق الوطني له تأثيره المباشر على موضوع الاسرى ومبدأ التبادلية. فدفن محاولات اشعال نيران الفتنة الفئوية والطائفية في لبنان الضمانة الهامة للمحافظة على مبدأ التبادلية في موضوع الاسرى ودفن خيارات الانتقائية احادية الجانب في هذا الموضوع السياسي والانساني الهام.
كما اننا نأمل ان تكون عملية التبادل ضيقة النطاق عند معبر رأس الناقورة والتحضير لعملية تبادلية واسعة النطاق بين اسرائيل وحزب الله تؤدي الى اطلاق سراح جميع الاسرى اللبنانيين والاسرائيليين والفلسطينيين.

(الاتحاد)

الأربعاء 17/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع