خلقة رايس وغيتس تقطع الرزق
الثور الأمريكي يفشل في ليّ ذراع الدّب الروسي!



أوفدت إدارة بوش يوم الجمعة الأخير وزيري الخارجية والأمن كوندلويزا رايس وديفيد غيتس الى موسكو لاجراء محادثات وصفت بأنها غاية في الاهمية مع المسؤولين في الكرملين، مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية والامن الروسيين. وكان هدف الزيارة المعلن من قبل الامريكيين هو اقناع القادة الروس لأخذ موافقتهم على نشر الدروع الاستراتيجية النووية الامريكية في اراضي جمهوريتي التشيك وبولونيا بحجة انها لحماية الامن الاوروبي من الخطر النووي الايراني والارهابي، وان طابعها دفاعيا ولا تؤلف أي تهديد او خطر على الامن الروسي!!
وكنا على قناعة بان قضية الذراع الاستراتيجي الدفاع الامريكي هي واجهة القضايا فتحت ستارها تُنذر في مهمة رايس وغيتس اقناع القادة الروس بالتراجع عن موقفهم المعارض لاتخاذ عقوبات قاسية ضد ايران بما في ذلك حتى ضربة عسكرية امريكية – اسرائيلية في حالة عدم موافقة طهران على وقف تطور برنامجها النووي. كما شملت مهمة الوفد الامريكي في موسكو اقناع قادة الكرملين بالموقف الامريكي – اسارائيلي من "المؤتمر الدولي" الذي تدعو واشنطن لعقده في شهر تشرين الثاني القادم، وكذلك الازمة التي يواجهها المحتل الامريكي في اوحال المستنقع العراقي وغيرها من القضايا.
وكنا ندرك مدى صلابة جدران الكرملين ومدى العجز الذي سيواجهه الثور الامريكي في اختراقها او احداث أي تصدع فيها، فحتى قبل وصول وفد الادارة الامريكية الى موسكو، وقبل اجتماع رايس وغينس بالرئيس بوتين وبوزير الخارجية لافروف، اطلق الرئيس فلاديمير بوتين تهديده الحاسم الذي لا رجعة عنه، انه اذا اصرت الادارة الامريكية على نشر منظومة الصواريخ قصيرة المدى (الدرع الصاروخي) فان روسيا ستغلي من ناحيتها وتسحب توقيعها من معاهدة الحد من نشر منظومة الاسلحة الصاروخية النووية قصيرة المدى في اوروبا الموقعة في العام ثمانية وسبعين من القرن الماضي، ايام الاتحاد السوفييتي، وجاء موقف الرئيس بوتين هذا ردا على التصريح الوقح والسافر لكوندوليزا رايس وهي في طريقها الى موسكو والذي مفاده ان ادارة بوش تصر على مواصلة برنامجها حول اقامة الدرع الاستراتيجي الصاروخي في التشيك وبولونيا.
والحقيقة اننا كنا على ثقة بفشل مهمة رايس – غيتس فيما يتعلق بالدرع الصاروخي في اوروبا، فاذا كان الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش اثناء لقائه بالرئيس فلاديمير بوتين قد فشل في اقناع الرئيس بوتين فشلا ذريعا، فهل ينجح الخدام فيما فشل به سيدهم؟! وعمليا ثبت للثور الامريكي، لادارة الكاوبوي في البيت الابيض، انه اصبح من الصعوبة بمكان لي ذراع الدب الروسي او طرحه ارضا راضخا لاملاءات الذل والمهانة والاستسلام.
فردًّا على فشل محادثات بوتين – بوش في عزبة بوش بامريكا وقع بوتين مع مسؤولي الصين الشعبية واربع الجمهوريات سوفييتية سابقة "معاهدة شنغهاي" للتعاون الامني، واطلق من جديد الطلعات الاستراتيجية طويلة المدى للقاذفات الصاروخية في شهر آب، هذه الطلعات التي كانت تمارس ايام الاتحاد السوفييتي وفي عز الحرب الباردة وبين المنظوميتين – المنظومة الاشتراكية والمنظومة الرأسمالية.
لقد عادت رايس وغينس من محادثات موسكو "بخفي حنين"، فقد فشلت المحادثات فشلا ذريعا  "وسماههم في وجوههم"، فكانت خلقة كل من رايس وغيتس اثناء المحادثات مع بوتين ولافروف تقطع الرزق، كشرة الواحد منهما رطلا، فقد فشل وفد بوش ليس فقط في موضوع الدرع الاستراتيجي بل كذلك في الموقف من الملف النووي الايراني. فالروس اكدوا لهذا الوفد، كما اكدوا قبل ذلك للرئيس الفرنسي انهم مقتنعون بان برنامج ايران النووي ليس للاهداف العسكرية بل السلمية.
اما بالنسبة للموقف من المؤتمر الدولي الذي دعا اليه بوش، فمع عدم تفاؤلنا من نتائج هذا المؤتمر، فان ما نأمله ان يكون الموقف الروسي صلبا بتأييده للحقوق الوطنية الفلسطينية وافشال المخطط الاسرائيلي – الامريكي للانتقاص من هذه الحقوق، وان من يريد السلام فعلا عليه ان يقف بحزم لانهاء الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني للمناطق الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين فالسلام العادل ترجمته على ارض الواقع انجاز الحق الفلسطيني المشرق بالحرية والدولة والقدس والعودة، ودون انجاز ذلك فالفشل سيكون مصير المؤتمر الدولي، ولن يكون أي امن او استقرار في المنطقة.

الاتحاد

الأثنين 15/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع