اولمرت يبقّ الحصوة!



في جلسة حكومته امس الاول الاحد، بقّ رئيس الحكومة ايهود اولمرت الحصوة التي طالما راجدنا بها سياسة حكومته فيما يتعلق بالموقف من طابع المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش. ففي هذه الجلسة اشار اولمرت الى ثلاثة امور اساسية تعكس حقيقة الموقف الاسرائيلي من المؤتمر الدولي الذي سيعقد في نهاية شهر تشرين الثاني المقبل، ومن قضية التسوية العادلة مع الشعب الفلسطيني من خلال قيادته الشرعية.
الامر الاول، يلخّص اولمرت لقاءاته الدورية الستة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقوله "خلال محادثاتي في الاشهر الاخيرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتم أي اتفاق او توافق"!! ماذا يعني هذا القول من حيث المدلول السياسي؟ ان هذا القول يعني انه لم يتمخّض عن لقاءات اولمرت – عباس أي شيء جوهري في ما يتعلق بالموقف الاسرائيلي من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية – الحدود والقدس والعودة وقلع المستوطنين، فاولمرت يرفض ان يتمخض من المؤتمر الدولي موقف حاسم، وثيقة مبادئ تقر هذه الثوابت المذكورة كحقوق وطنية شرعية فلسطينية، والاكتفاء بصدور بيان مشترك عن المؤتمر يتحدث عن نوايا عامة وفضفاضة لدفع عملية السلام وانجاز الحل الدائم.
الامر الثاني، حسب التأكيد التحذيري لاولمرت امام وزراء حكومته "ان الاجتماع الدولي ينبغي ان يدعم العملية الدبلوماسية لكن لا يمكنه ان يحل مكان مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في أي حال من الاحوال"! ان معنى هذه الاقوال ان اسرائيل الرسمية تريد من المؤتمر الدولي ان يكون فارغ المضمون ويستفاد من عقده خدمة العلاقات العامة، الامريكية والاسرائيلية، خدمة امريكا المتورطة في الوحل العراقي لتجنيد دواجنها من انظمة العرب في دعم مخططها في العراق والمنطقة، وخدمة اسرائيل لكسب مزيد من الوقت يساعدها على الاستفادة من تمزيق وحدة الصف والصراع الفلسطيني- الفلسطيني لمصادرة الحق الفلسطيني الوطني بالتحرر والدولة والقدس والعودة.
الامر الثالث: يعتبر اولمرت "ان أي اتفاق سيكون مرتبطا بتطبيق خارطة الطريق روحا ونصا وتبعا لترتيب الاولويات المحددة"!!، وهذا يعني عمليا العودة الى الموقف الاسرائيلي الذي كان ممارسا عند الاعلان عن خطة الطريق قبل ثلاث سنوات، التوجه بشكل انتقائي في تنفيذ خطة خارطة الطريق، التمترس في "الخانة الامنية" وتجاهل بند وقف جميع اشكال الاستيطان، الاختباء وراء "محاربة ووقف الارهاب الفلسطيني" أي دفع الفلسطينيين الى صراع مسلح فلسطيني- فلسطيني، للتهرب من تجسيد اسرائيل للالتزامات ومنها وقف الاستيطان واغتيال شخصيات فلسطينية وملاحقة واعتقال مقاومي الاحتلال.
إن الرد على لاءات اولمرت المعادية للسلام العادل ولمؤتمر دولي ناجح وناجع لا يكون الا بتعزيز الموقف الفلسطيني والعربي الموحد والمتمسك بالمبادرة العربية وبقرارات الشرعية الدولية المناصرة لثوابت الحق الفلسطيني.

الاتحاد

الثلاثاء 9/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع