يبدأ بعد غد الأربعاء، بحسب إعلان رئيس منظمة المعلمين فوق الابتدائيين، إضراب عام وشامل في المدارس فوق الابتدائية، وذلك احتجاجا على مماطلة وزارة المالية ووزارة التربية والتعليم في التوقيع على اتفاقية عمل جديدة لجمهور المعلمين.
ويبدأ هذا الإضراب يوم الأربعاء في المدارس اليهودية التي يعلم فيها أعضاء هذه المنظمة، بينما تنضم المدارس العربية التي يعلم فيها معلمون أعضاء هذه المنظمة إلى الإضراب بعد عطلة عيد الفطر.
ويأتي هذا الإضراب، الذي أعلنت المنظمة أنه سيكون طويلا، ولن يشهد انكسار المعلمين المضربين أمام وزارتي المالية والتربية والتعليم، بعد أشهر استمر فيها المعلمون أعضاء منظمة المعلمين فوق الابتدائيين في الإضراب "بالقطارة"، أي يومًا هنا ويومًا هناك، وساعة هنا وساعة هناك، كنوع من التهديد والضغط الذي شكّله المعلمون على الوزارتين، إلا أنّ عدم استجابة الحكومة لهذه الضغوط، ورفضها التفاوض مع المعلمين على شروط عملهم التي لم تتغير منذ أكثر من عشر سنوات، أدى لأن تعلن المنظمة أنها ستصعد إجراءاتها بعد عطل الأعياد.
ومن الضروري أن يستمر إضراب المعلمين هذه المرة إلى أن تستجيب السلطات لمطالبهم العادلة، حتى لا يتم تنفيس سلاح الإضراب، وتحويله إلى تهديد خالٍ من كل مضمون، كما فعلت، وما تزال، السلطات خلال عدة معارك نقابية أخرى في السنوات الماضية.
ولا بد هنا أن نسجل ملحوظة هامّة، حول الانشقاق في صفوف الحركة النقابية لجمهور المعلمين، حيث أن التنظيمين النقابيين، وهما الهستدروت ومنظمة المعلمين فوق الابتدائيين، لم يعملا على التنسيق بينهما، الأمر الذي جعل نقابة المعلمين، الهستدروت، توقع اتفاق أجور جديد مع الحكومة، لوحدها، ودون التنسيق مع منظمة المعلمين فوق الابتدائيين، الأمر الذي جعل هذه الأخيرة وحيدة في معركة صعبة، تتطلب الصمود والثبات والشجاعة والصبر.
ولا نشير هنا بإصبع الاتهام إلى أي طرف من الطرفين، ولكننا نسجل أمامهما موقفًا واضحًا لا لبس فيه، أن خوض معركة على هذه الدرجة من الأهمية، وبهذا القدر من الصعوبة، أمام عدو لا يرحم بسياساته الاقتصادية المتوحشة، هو أمر يتطلب أدنى درجات التنسيق، والالتزام بمصالح الجمهور الذي يمثله الطرفان.
هذا الإضراب المُعلن، إضراب مصيري، يتطلب الصبر والجرأة والثبات على الموقف، فإلى العمل.

الاتحاد