العار والشنار للجزارين والمجد والخلود للشهداء الأبرار
فـي ذكـرى مجـزرة الـقـدس والأقـصـى



تصادف في هذه الايام الذكرى السنوية السابعة لمجزرة القدس والأقصى ولانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال والمحتلين. وكان العامل الاساسي لارتكاب مجزرة القدس والاقصى فشل المحتل الاسرائيلي وسنده الامريكي املاء حل استسلامي على الوفد الفلسطيني برئاسة خالد الذكر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قمة كامب ديفيد. ففي هذه القمة التي شارك فيها الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس حكومة اسرائيل ايهود براك اضافة الى الرئيس عرفات مارس كلينتون وبراك ضغوطات شرسة على  الرئيس عرفات لالزامه التوقيع على اتفاقية يوافق من خلالها على التنازل والتفريط ببعض الثوابت الوطنية الفلسطينية، التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعن حق السيادة الفلسطينية عن الكتل الاستيطانية الكولونيالية وعن مناطق شاسعة في القدس الشرقية المحتلة، اجباره على التوقيع عملية على دولة كنتونات مخصية الصلاحيات الامنية والسياسية وممزقة اوصال التواصل الاقليمي بين اجزائها. ورفض الرئيس عرفات التفريط بأي من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، وقال لا بملئ فيه للمتآمرين على الحقوق الشرعية الفلسطينية. وردا على تمسك عرفات بثوابت حقوق شعبه الوطنية خبأ براك وكلينتون ووسائل الدعاية وغسل الدماغ الاسرائيلية والامريكية الى نشر الاكاذيب السافرة التضليلية متهمة ياسر عرفات، بانه لا يريد السلام بالرغم من "كرم" المقترحات الاسرائيلية – الامريكية وبضمنها الانسحاب من اكثر من تسعين في المئة من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وانه اختار مواصلة الخيار العسكري و"النشاط الارهابي". وانتقاما من موقف عرفات في قمة كامب ديفيد وبتواطؤ بين رئيس الحكومة في حينه ايهود براك وبين اريئيل شارون رئيس الليكود والمعارضة اليمينية، جرى تنظيم الزيارة الاستفزازية لشارون برفقة آلاف الجنود الى ساحة المسجد الاقصى المبارك، وادى احتجاج المصلين واهالي القدس الشرقية على تدنيس هذا المكان المقدس الى قيام جند الاحتلال بارتكاب مجزرة دموية رهيبة ضد متظاهري الاحتجاج العزل من السلاح، ما ادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتلى وجرحى، وقد اشعلت هذه المجزرة .. الانتفاضة المسلحة الفلسطينية ضد الاحتلال، كما ادت الى هبة عفوية احتجاجية لجماهيرنا العربية ضد المجزرة والجزارين ودفعت الثمن غاليا بلجوء قوات السلطة الى التعامل مع المتظاهرين بلغة الرصاص والموت فسقط ثلاثة عشر شهيا ومئات الجرحى.
اننا نحيي الذكرى السابعة لمجزرة القدس والاقصى في وقت لا يزال فيه الدم ينزف من الجرح الفلسطيني ومن معاناة هذا الشعب الذي لا يزال منكوبا بجرائم ومجازر الاحتلال الاسرائيلي. نحيي هذه الذكرى في ظروف تعيد الى الاذهان مؤتمر قمة كامب ديفيد ومدلولاته السياسية التي تمخض عنها في ظروف الاعداد لعقد "مؤتمر دولي للسلام" في شهر تشرين الثاني المقبل دعا اليه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش. ومن المؤشرات التي ترافق الاعداد لهذا المؤتمر فان الموقف الاسرائيلي المسنود امريكيا لا يزال بعيدا عن الموافقة بدفع الثمن المطلوب لانجاز السلام العادل. ولهذا يصر على ان يأخذ المؤتمر الدولي طابع العلاقات العامة ويخرج باعلان مشترك حول النوايا الحسن لصنع السلام، ولكن لا يلزم أي طرف بشيء! ولهذا فاننا بهذه المناسبة نعود ونؤكد ان أي سلام غير مبني على قواعد العدل والاقرار بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية لن يكون سلاما ولن يضمن ابدا الامن والاستقرار في المنطقة، والعار والشنار للجزارين والمجد والخلود للشهداء الأبرار.

الاتحاد

الأثنين 1/10/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع