هذه هي خدمتنا الوطنية!



عبّرنا في مرات عديدة عن موقفنا السياسي والمبدئي والوطني والانساني، اننا ضد الخدمة العسكرية وأشكالها المتعددة التي تندرج تحت أسماء "الخدمة الوطنية" تارة و"الخدمة المدنية" تارة أخرى. فليس من المنطق او من المعقول ولا حتى من المنطلق الاخلاقي ان نقدم الخدمة لجزاري شعبنا ومغتصبي حقوقه ومحتلي ارض وطنه، كما انه ليس من المنطق او من المعقول ولا حتى من ناحية اخلاقية انسانية ان نقدم الخدمة للصوص الذين صادروا ارضنا واغتصبوها وهوّدوها ظلما وعدوانا، او ان نقدم الخدمة لسياسة يمارس اربابها السلطويون القهر القومي والتمييز العنصري ضد اقليتنا القومية ويعاملوننا وكأننا غرباء في وطننا ولسنا بمواطنين، اهل هذه البلاد الاصليين. ان نقدم الخدمة المدنية او "الوطنية" للجلاد مدلوله السياسي اننا نوافق ونبارك سياسته الاضطهادية التمييزية العنصرية ضد جماهيرنا العربية.
إننا نمارس الخدمة الوطنية التي تصب في خدمة المصلحة الوطنية الحقيقية لجماهيرنا العربية، ففي مواجهة سياسة التمييز السلطوية بادر الشيوعيون منذ اواخر الخمسينيات واوائل الستينيات، الى الاعمال التطوعية في قراهم كشكل من اشكال الخدمة الوطنية الحقيقية. ففي العديد من قرانا العربية في كفر ياسيف ويافة الناصرة والبعنة والرينة وغيرها، وبفضل الاعمال التطوعية بنيت مدارس وجدر واقية ونظفت شوارع وعبّدت شوارع. وقد برزت الخدمة الوطنية بأروع صورها التضامنية الوطنية في مخيمات العمل التطوعية القطرية في الناصرة الدمقراطية في اواسط السبعينيات بعد ان سلم اهالي الناصرة البلدية، ادارة ورئاسة الى ايد امينة، الى جبهة الناصرة الدمقراطية برئاسة القائد الشيوعي الجبهوي المتميز توفيق زياد ونائبه المتميز المهندس رامز جرايسي ونخبة من الشباب الحريص على مصالح اهالي الناصرة وشعبنا. فمخيمات العمل التطوعية في الناصرة، التي شارك فيها المئات واحيانا الالوف من مختلف مدننا وقرانا العربية ومن المناطق الفلسطينية المحتلة ومن القوى الدمقراطية اليهودية، كانت هذه المخيمات وامسياتها ليس فقط ورشات عمل لتطوير الناصرة عمرانيا رغم انف سياسة التمييز القومي السلطوية، بل كانت ايضا بمثابة تظاهرة سياسية من اجل المساواة القومية والمدنية، ومن اجل السلام العادل والتقدم الاجتماعي. كما كانت امسيات المخيم بمثابة مدارس وكليات للتثقيف السياسي والادبي والاجتماعي بروح اخوة وصداقة الشعوب، بروح الكرامة القومية والانسانية.
ما نشاهده هذه الايام انه وردّا على مؤامرة "الخدمة المدنية" السلطوية وتحديا لهذه المؤامرة ودفنها عميقا تحت التراب يستل الشيوعيون والجبهويون من جديد سلاح العمل التطوعي. فلهذا العمل بادر الشباب الشيوعي في كفر ياسيف والحزب وشبيبته في عرابة وفي اماكن اخرى، للقيام باعمال تطوعية تستهدف تنظيف شوارع قرانا من الاوساخ والزبالة، وفي اعمال اخرى تخدم مصلحة الاهالي وتدين سياسة التمييز السلطوية التي لا تقدم الميزانيات للسلطات المحلية العربية للقيام بواجباتها نحو مواطنيها وترزح تحت عبء العجز والديون. نعم للعمل التطوعي ولا للخدمة المدنية العسكرية.

الاتحاد

الأربعاء 26/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع