رسالة الشعب الفلسطيني



توجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) والوفد المرافق له الى الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في الدورة السنوية الاعتيادية للجمعية العمومية للامم المتحدة، ومن المنتظر ان يلتقي الرئيس الفلسطيني الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش للتباحث معه حول المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا اليه بوش، والمرتقب عقده في شهر تشرين الثاني المقبل.
ويحمل الرئيس محمود عباس معه الى بوش وممثلي بلدان العالم رسالة واضحة المعالم حول الحقوق الفلسطينية المهضومة والمغتصبة منذ ستين سنة، منذ تجاهل قرار الامم المتحدة في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني باقامة دولتين في فلسطين التاريخية، دولة فلسطينية باكثرية عربية ودولة يهودية بأكثرية يهودية وانهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
اننا بصراحة لا نعوّل على احتمال تفاؤلي بان يتمخّض لقاء عباس – بوش عن نتائج جدية تجعل المؤتمر الدولي غنيا بمضامينه وبشكل يدفع عجلة التفاوضات باتجاه التسوية العادلة التي تنصف الشعب الفلسطيني بانجاز ثوابت حقوقه الوطنية الشرعية، وتساعد على بناء قواعد الامن والاستقرار والسلام العادل في منطقة الشرق الاوسط. ونبني تقييمنا غير المتفائل هذا استنادا على حقائق ومعطيات الانحياز الامريكي الصارخ والسافر الى جانب المواقف العدوانية الاسرائيلية وجرائم احتلالها الاستيطاني مقابل التنكر لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. فهل من باب "حسن النية" الامريكية ولدفع عجلة المؤتمر الدولي سيعلن بوش لأبي مازن انه تخلّى عن رسالة الضمانات التي قدمها في الرابع عشر من ايلول الفين واربعة الى رئيس حكومة اسرائيل في حينه اريئيل شارون، والتي تؤيد من خلالها وتجيز ادارة بوش للمحتل الاسرائيلي بضم الكتل الاستيطانية الاحتلالية القائمة في المناطق المحتلة في اسرائيل والموافقة على التنكر لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة حسب قرارات الشرعية الدولية! ام ان بوش سيخبر ابو مازن "التراجع" عن الموقف المؤيد للمحتل الاسرائيلي باعتبار قطاع غزة "كيانا ارهابيا معاديا" ويتيح للمحتل بممارسة العقوبات الجماعية ضد اهله واجتياحه وارتكاب المجازر وعدم اخذه بالحسبان كجزء عضوي من الوطن الفلسطيني المحتل ومن دولة فلسطينية لا مفر من قيامها!!
بصراحة وبالرغم من اننا من اجل مؤتمر دولي ينصف كل ذي حق حقه، الا اننا لا نتوقع من مؤتمر بوش الدولي ان يخرج بنتائج ايجابية تساعد على بلورة الحلول الجذرية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي. فمع اقتراب موعد المؤتمر الا ان حكومة اولمرت - براك، وعلى الرغم من لقاءات عباس – اولمرت، تتهرب وترفض التوصل الى اتفاق مبادئ مع الفلسطينيين حول القضايا الجوهرية للحق الفلسطيني مثل الدولة والقدس واللاجئين والمستوطنين، وتصر على ان يتمخض المؤتمر الدولي عن اعلان بيان مشترك فضفاض لا يلزم احدا. وتؤيد ادارة بوش هذا الموقف الاسرائيلي تحت ستار أن وثيقة اتفاق مبادئ ستؤدي الى انهيار حكومة اولمرت بخروج الحزب العنصري الفاشي "يسرائيل بيتينو" برئاسة ليبرمان وخروج حركة "شاس" من الحكومة، كما تستغل ادارة بوش الضعف الفلسطيني الحاصل بعد انقلاب حماس للضغط على الفلسطينيين للتنازل سياسيا. ومؤتمر لا يجسد ولا يضمن ثوابت الحقوق الوطنية ويستجيب للحق الفلسطيني عمره ما انعقد، لا نريد مؤتمرا للعلاقات العامة "مؤتمر تيتي تيتي، مثل ما رحتي اجيتي".

الأثنين 24/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع