أعداء لبنان يُجرمون!



اُرتكبت امس الاول الاربعاء، جريمة جديدة بحق الشعب اللبناني، فقد لجأ "محراك الشر" الى زرع متفجرات التدمير والموت في حي "سن الفيل" في القسم الشرقي من بيروت المأهول بأكثرية عربية مسيحية لبنانية. وكان من نتيجة انفجار هذه المتفجرات اغتيال نائب البرلمان من كتلة الكتائب، انطوان غانم وقتل ستة مواطنين وتدمير وتخريب العديد من السيارات والاملاك الواقعة قريبا من مكان الجريمة.
ان توقيت ارتكاب هذه الجريمة الدموية السافرة يشير الى حقيقة الهدف الذي توخّاه المجرمون من ورائها، كما يشير، بشكل او بآخر، الى شبح محراك الشر المعني ببقاء الدم نازفا من شرايين الازمة السياسية اللبنانية. فمن حيث التوقيت فقد ارتكبت هذه الجريمة قبل اقل من اسبوع من انعقاد البرلمان اللبناني، يوم الثلاثاء القادم لانتخاب رئيس جديد لدولة لبنان. وتعكس بعض المؤشرات والمعطيات انه حدث انفراج ما ايجابي في المواقف من الموالاة والمعارضة يخدم مصلحة الاستحقاق الرئاسي، وتخطّي الازمة السياسية ولو مؤقتا. فاقتراح رئيس البرلماني اللبناني نبيه برّي بانتخاب رئيس توافقي بدلا من حكومة وحدة وطنية توافقية قد اوجد ظروفا افضل ومناخا افضل لاتفاق على رئيس ينتخب. كما ان مجلس المطارنة المارونيين قد دعا جميع نواب البرلمان اللبناني الى المشاركة في الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الدولة يوم الثلاثاء المقبل، وحذر من خلال انتقاد لاذع لمخاطر تكديس السلاح من قبل مختلف الاطراف في لبنان!
على ضوء كل ذلك فان من قام بارتكاب الجريمة الجديدة في "سن الفيل" هو "محراك شر" معاد للبنان وشعبه، معاد للأمن والاستقرار والتوافق الوطني في لبنان، اراد او ارادوا بهذه الجريمة افشال انتخاب الرئيس وتأجيج حدة الفتنة والقلاقل في لبنان. واختيار جريمة اغتيال نائب من الكتائب احد مكونات مجموعة الرابع عشر من آذار، كان مبرمجا لتسهيل عملية اتهام الطرف المعارض وسوريا وبهدف طمس هوية المجرم الحقيقي الذي خطط لتنفيذ هذه المجزرة. فرأسا بعد حدوث الجريمة سارعت الدواجن الامريكية من سعد الحريري وغيره الى توجيه اصبع الاتهام الى سوريا وحلفائها في لبنان، دون التحقق مما حدث. والسؤال الذي يطرح نفسه، من المعني حقا بنسف أي جهود لضمان الاستقرار والتوافق الوطني في لبنان، من له مصلحة في ارتكاب هذه الجريمة، بالطبع ليس النظام السوري الذي يواجه التهديدات العدوانية الامريكية – الاسرائيلية ويسعى لمساعدة لبنان في اعادة اللحمة الوطنية الى صفوفه. ولهذا فبرأينا ان من له مصلحة من وراء ارتكاب هذه الجريمة لتأجيج الفتنة السياسية من جديد ومنع الاستقرار هو تحالف الشر والعدوان الامريكي – الاسرائيلي وخدامه الاراذل في لبنان.

الاتحاد

الجمعة 21/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع