كلمة <<الاتحاد>>
كلّ عام وأنتم بخير

نود في البداية ان نتقدم الى ابناء شعبنا، الى جميع المسلمين والدروز، بأحر التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد. نتقدم بالتهاني وبتمنيات خير وردية في وقت ومناخ وظروف تشير دلائلها أن قوى الشر والعدوان والظلام والقهر القومي والطبقي - الاجتماعي تصادر الفرحة من قلوب الكثيرين من شعبنا وجماهيرنا وتحرم الكثيرين من اطفال شعبنا وجماهيرنا التمتع ببهجة العيد واطلاق بسمة السعادة والفرح الطفولي احتفاء بالعيد.

لقد أدت سياسة التمييز والافقار التي تنتهجها حكومة الكوارث السياسية والاجتماعية اليمينية في بلادنا الى ان يصوم البعض الكثير من جماهيرنا في شهر رمضان الفضيل و"يفطرون على بصلة". فمن حرمته حكومة شارون - موفاز - نتنياهو من حقه الانساني الطبيعي الاولي بالعمل وقذفته الى سوق البطالة لن ينعم وعائلته بالفرحة والبهجة والسعادة في العيد. ومن قذفته الى عتمة الفقر وقلصت من مخصصات تقاعده الهزيلة ومن مخصصات اولاده لن يجد في مقدوره امكانيات اغتصاب البسمة او توفير البهجة لاطفاله في عيد من المفروض ان تغمره السعادة والفرحة.

"ومن يرى مصيبة غيره تهون مصيبته"، كما يقول المثل، ومصيبتنا ان مصيبة غيرنا هي مصيبتنا ايضًا، مصيبة شعبنا في مواجهته لجرائم المحتل الاسرائيلي الغاشم، هي مصيبتنا ومصيبة كل من تجري في شرايينه دماء الانسانية. فأي بهجة عيد هذه في وقت تسيل فيه دموع الثكالى في المناطق المحتلة لافتقاد الازواج او الابناء او الاخوة والاخوات الذين وقعوا ضحايا مجازر المحتل واستشهدوا فداء للحرية والاستقلال الوطني. وأي بهجة عيد هذه وآلاف الأسر الفلسطينية تفتقد الاحباء من اسرى الحرية الذين يقبعون في غياهب سجون الاحتلال الغاشم. وأي بهجة عيد هذه وفي وقت يفرض فيه المحتل وقوات هولاكو الدمار الحصار المطبق، الحصار العسكري وحصار الجوع على شعب بأكمله، في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.

ورغم كل ذلك، رغم ارتفاع الصرخة الجماعية الفلسطينية "عيد بأية حال عدت يا عيد" الى عنان السماء فإن قوى الطغيان والجريمة لن تستطيع أبدًا كسر ارادة شعب "تعوّد" ان يدفن موتاه وينهض، لن تستطيع زعزعة ثقته الكفاحية التفاؤلية "بان حكم ضل ما ظل" وبأنه سيلبس يومًا حلّة السعادة بالعيد، وان ينعم اطفاله كباقي اطفال الدنيا بحياة الطفولة، بالسلام والامن والاستقرار في الدولة المستقلة وبالفرحة بثياب العيد الجديدة و"بمصروف العيد" وبحلويات العيد.

ونحن الجماهير العربية، من كتب علينا ان نصارع الذئب ونواجه انيابه المفترسة في وكره، فقد تعلمنا من تجاربنا الكفاحية ان لا خيار لنا الا بمواجهة الواقع بأسلحة التفاؤل، برص الصفوف الكفاحية، سوية مع القوى الدمقراطية اليهودية في وجه الظلم والظالمين وحتى يشرق الفجر وينعم جميع المواطنين، من العرب واليهود، ومن مختلف الطوائف، بفرحة الاعياد الوطنية والدينية. وكل عام والجميع بخير وبأوضاع افضل بما لا يقاس بالاوضاع المأساوية الراهنة.

("الاتحـــــــــــــاد")
الأحد 23/11/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع