أبعدوا أذى التلوّث عن قرانا العربية!



في بلادنا التي يدّعي حكامها انها "واحة الدمقراطية في الشرق الاوسط" لا يوجد أي مجال من مجالات التطور والحياة الا وينسف هذا الادعاء التضليلي الكاذب. ففي دولة يمارس نظامها سياسة تمييز قومي عنصرية وبشكل منهجي ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، ضد المواطنين العرب اهل البلاد الاصليين، نظام كهذا لا يمكن ان يكون دمقراطيا او ان تكون دولته "واحة الدمقراطية". ففي مختلف مجالات التطور الاقتصادي والصحي والثقافي والتعليمي، يبرز بشكل صارخ التمييز السافر ضد المواطنين العرب، وقد طالت انياب التمييز السلطوي المفترسة المجال البيئي في الوسط العربي، وفي قاموس سلطة القهر القومي وكأن العرب ليسوا من البشر ولا قيمة انسانية لحياتهم، ولهذا يمكن شرعنة فرض تعايش قسري بين اهالي القرى والمدن العربية ومختلف مصادر تلويث البيئة!! كلنا نذكر معركة جماهيرنا العربية ضد نقل الكسارات من الاماكن اليهودية الى اماكن عربية الى مدينة طمرة وغيرها، وكأن للعربي وخلافا للمواطن اليهودي رئات لديها مناعة وحصانة من غبار التلوث البيئي المنبعث من الكسارات.
وفي هذه الايام تتصدّى جماهير واهالي قرى البقيعة وكفر سميع وكسرى لجريمة سلطوية جديدة في مجال التلوث البيئي، فبشكل استفزازي يستهتر بطابع حياة اهالي القرى المذكورة جرى نقل مصنع "كومبوست" مصنع إنبات الفطريات، من "معلوت" واقامته على اراضي قرية سحماتا المهجّرة منذ النكبة الفلسطينية في الثمانية والاربعين قبالة حي المرج في قرية البقيعة، فمن هذا المصنع تنطلق روائح كريهة تزكم الانوف وتجعل الحياة في البقيعة وكفر سميع وكسرى غير محمولة. وحسب ما ذكره النائب الجبهوي د. حنا سويد في اجتماع جماهيري احتجاجي حاشد عقد في قرية البقيعة، ان هذا المصنع تنقصه المواصفات المطلوبة وفقا لقانون البيئة، لمنع انتشار الروائح الكريهة، وان المصنع ملوّث للبيئة كما يثير قلق ومخاوف اهالي القرى المذكورة من نصب هوائيات خلوية على سطح المصنع.
لقد حاولت اللجنة الشعبية لمناهضة التلوث في السلطات المحلية واهالي القرى ضحية هذه الجريمة ومن خلال اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع مسؤولين في وزارة جودة البيئة ومع كل من له صلة بهذا الموضوع، وخاصة مع اصحاب المصنع حل هذه المشكلة التي يعاني منها الاهالي، ولكن "طبل عند اطرش"، دون أي جواب وتجاهل سافر لهذا المطلب العادل باغلاق المصنع.
وأمام هذا التجاهل والاستهتار فلا مفر من الطريق المجرّب دفاعا عن الحقوق العادلة، لا مفر من النضال الجماهيري وبأوسع وحدة صف لاهلنا في البقيعة وكفر سميع وكسرى وتجنيد قوى التضامن العربية واليهودية الدمقراطية لاغلاق هذا المصنع الملوّث. وصحيفة "الاتحاد" كما عوّدت كل المناضلين ضد الظلم والقهر والتمييز، الجندي المستعد دائما لمواجهة تحديات المعارك العادلة، ولنصعد يا جماهيرنا معركة التضامن مع الكفاح العادل لأهلنا في القرى الثلاث.

الثلاثاء 18/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع