"لا للخدمة المدنية وبدائلها"



قبل سنة كنت قد كتبت مقالا بعنوان "لا للخدمة المدنية" وسوف لا ارجع هنا على ما كتبت وانما سأرد هنا على مقال تحت عنوان "نعم للخدمة الفحماوية" كتبه د. رياض اغبارية والذي كان من معدي وثيقة التصور المستقبلي. د. اغبارية ليس الوحيد الذي يطالب بالبديل للخدمة المدنية وانما هنالك الكثيرون. واحيانا يفكر كل منا هل يجب ان نطرح البديل. في هذا المقال سيتركز على الرد على مقال د. اغبارية لأن الرد عليه يعتبر ردا على كل من يفكر في البدائل للخدمة المدنية، ومن هنا جاءت اهمية ردنا هذا.
الكاتب يطالب بالبديل للخدمة المدنية او الوطنية، بحيث يتطوع الشباب لخدمة اهل بلدهم في محل سكناهم لمدة سنة او سنتين وحتى في خارج بلدهم. الكاتب يتهكم على المعارضين بقوله ان معظم المعارضين اصبحوا مهنيين، ويطالب بدراسة عميقة نظريا وفعليا لايجاد البديل، وعلينا عدم معارضة كل ما يطرح من قبل المؤسسة الرسمية بل يجب ايجاد البدائل بدل المعارضة على حد تعبيره، برأينا الكاتب يناقض نفسه ولا يعرف ماذا يريد والله اعلم، من جهة يقول انه يعارض الخدمة المدنية او الوطنية بجميع اشكالها وتسمياتها وفي نفس الوقت يطالبنا بالتطوع سنة او سنتين كل في خدمة بلده، وهذا بعينه ما وافقت عليه "مديرية الخدمة المدنية" التي اقامتها مؤخرا الحكومة تحت اشراف وزارة الامن والجيش الاسرائيلي، اي بكلام آخر وبطريقة غير مباشرة يطالب شبابنا بالانخراط في الخدمة المدنية، ولاثبات التناقض عنده فهو نفسه يكتب ان الخدمة لا يمكن لها ان تكون فاتحة لانخراط شبابنا وشاباتنا في الجيش الاسرائيلي، وذلك بسبب الوعي عندهم ولاثبات ذلك يقول انه حتى الآن لم ينخرط في الجيش من شبابنا سوى القليل الذين لا يتعدون عدد الاصابع.
نقول لكاتبنا اولا، ان الشباب العربي الذين تطوعوا في الجيش هم بالمئات او اكثر، هكذا تقول لنا الاحصائيات، وثانيا، لا يمكن ان نعتمد على الوعي الوهمي، لأن في ذلك مجازفة ومخاطرة ومقامرة، وممنوع ان يكون ذلك وخصوصا في امر كالخدمة المدنية التي هي مقدمة لانخراط في الخدمة العسكرية كما وان في مديرية الخدمة المدنية ليسوا بأغبياء لموافقتهم على الخدمة في الوسط العربي لمن اراد ذلك، فهم لا يضمرون لنا الخير وممنوع ان نأتمنهم على مصير شبابنا لأن في ذلك الدفع نحو الانزلاق حتى بدون فائدة تذكر، رغم اننا نرفض ذلك حتى بأحسن الفوائد حرصا على هويتنا القومية، وبرأيي ان تهكم الكاتب على معظم المعارضين بوصفهم، اصبحوا اخصائيين أي انهم يعارضون لمجرد المعارضة هو امر في غاية الخطورة من استسلام وخنوع، اما ما ذكره الكاتب بان عبد الحكيم مفيد عارض وثيقة التصور المستقبلي وكان خاطئا، فهذا لا يجيز للكاتب بسبب ذلك ان يشمل معظم المعارضين ويتهكم عليهم فهذه الشمولية مرفوضة جملة وتفصيلا فهي غير شرعية ولا انسانية ولا تمت للواقع الصحيح بصلة بالمرة.
بالنسبة لعنوان المقال "نعم للخدمة الفحماوية"، فهذا فيه ايضا مغالطة من قبل الكاتب لأن مضمون مقاله غير ذلك. برأيي لا يعارض احد الخدمة الفحماوية ولكن ليس في اطار الخدمة المدنية او الوطنية. اما بالنسبة لزرع الروح التطوعية عند شبابنا وشاباتنا، فهم ليسوا بحاجة للخدمة المدنية، حيث تلك الروح مغروسة في نفوسهم وقد وغرستها جبهة السلام والمساواة في كل بلد وبأم الفحم بالذات، باقامتها على مدى سنين طويلة مخيمات عمل تطوعية وأكملت مشوارها الحركة الاسلامية عندما جاءت للسلطة بأم الفحم وما زالت.
وللتذكير، فالنقب شاهد اليوم على ذلك حيث ما يهدم من بيوت غير مرخصة يقيمها الاهالي من جديد بالتعاون مع جميع الاحزاب والحركات العربية الفاعلة على الساحة المحلية. وبالنهاية نقول لكاتبنا لا يوجد بديل للخدمة المدنية وبديلك مرفوض لأنه بعينه هو الخدمة المدنية بحد ذاتها، فالمطلوب من الجميع هو توعية شبابنا وشاباتنا حتى لا ينخرطوا في الجيش بعد ذلك ولئلا نفقد هويتنا القومية والوطنية ونتأسرل ونذوب في مجتمع يرفض وجودنا ويعتبرنا طابورا خامسا وحطابين. فنعم للخدمة الفحماوية ولكن ليس في اطار الخدمة الوطنية او المدنية على جميع تسمياتها.

(ام الفحم)

رفيق جبارين *
الأثنين 17/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع