كلمة الاتحاد
استعدادات واضحة وشبه صريحة لشن حرب عدوانية!



تستمر، منذ أيام عدة، الحملة الإعلامية التي تشنها الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، الدولة العربيدة المتمردة على كافة قوانين الشرعية الدولية، على ألسنة خبراء عسكريين مجهولي الاسم، ومسؤولين أمنيين وسياسيين "لم يريدوا الكشف عن هويتهم"، تمهيدًا لحرب ترغب اسرائيل والولايات المتحدة شنها على سوريا، لضرب المعارضين للسياسة الأمريكية في العالم، استمرارًا لسياسة الحرب التي بدأتها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن.
وتأتي هذه الحملة، متزامنةً، وردًّا على الإعلان السوري عن اختراق الطائرات الاسرائيلية للأجواء السورية، قبل عشرة أيام، وكأن حلف الشر الأمريكي الاسرائيلي لم يعرف أن سوريا لن تصمت على هذا التعدي على سيادتها، وأنه من المتوقع أن تعلن على الملأ أمر التعدي على سيادتها!
ويأتي التحريض الأمريكي الإسرائيلي على سوريا، مرفقًا بتحريض شبيه على كوريا الشمالية، التي كشفت للعالم قدراتها العسكرية، وبعد ذلك أعلنت نواياها السلمية بتخليها عن برنامجها النووي، بمبادرتها الذاتية، معلنةً أنها غير راغبة بانتهاج الحرب سياسة، بل باتباع السلم سبيلا.
وردًا على هذه الحملة الإعلامية، على سوريا اتباع عدة وسائل للرد على الهجمة الاسرائيلية، والقصف للأراضي السورية، وانتهاك السيادة السورية على أرضها، ويجب أن تكون هذه الوسائل منقسمة إلى ثلاثة محاور، الدبلوماسي والشعبي المحلي والعالمي والعسكري.
ونوضح. فالرد الدبلوماسي يجب أن يشمل تجنيد الدول العقلانية، حتى تلك المنضوية تحت اللواء الأمريكي، كدول أوروبا الغربية وأخريات، إلى جانب سوريا في رفض الاعتداء الاسرائيلي عليها، لتقوم هذه الدول بتشكيل ضغط شديد على إسرائيل للتوقف عن سياستها العدوانية.
أما المحور الشعبي المحلي والعالمي، فيشمل العمل الجدي من قبل النظام السوري، على تجنيد الشعب السوري للدفاع عن السيادة السورية، ويُطلب من القيادة السورية للقيام بمثل هذا الأمر توسيع مجال الحريات للشعب السوري كي يشعر هذا الأخير بأن الدفاع عن سوريا ليس دفاعًا عن نظام وإنما دفاع عن دولة ووطن وقضية، أما الرأي العام العالمي، فعلى الإرساليات الدبلوماسية السورية في العالم، العمل على تجنيده بواسطة تكثيف التعاطي اليومي مع الصحافة المحلية في تلك الدول، لتقوية التعاطف الشعبي في تلك الدول مع سوريا، الأمر الذي يسير في اتجاه قيام شعوب الدول المعنية بتشكيل الضغط على حكوماتها للوقوف إلى جانب سوريا.
أما المحور العسكري، هو المحور الأكثر تعقيدًا، فعلى سوريا دراسة جدوى وسبل الرد العسكري بعمق شديد، وبتروٍ دون تسرع، حتى لا يستغل الأمر ضدها من خلال عدوان أمريكي إسرائيلي محسوب بدقة من قبل هاتين القوتين العدوانيتين.
على سوريا عدم تمرير هذه العملية العدوانية دون رد، وعليها أيضا عدم فتح المجال أمام أمريكا وإسرائيل لشن حملة إعلامية تمهد لحملة عسكرية مهووسة قد تشعل المنطقة بأكملها.

الاتحاد

الأحد 16/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع