نحمل السلطة المسؤولية الاولى
لمواجهة درن العنصرية السرطانية المدمّرة



بعد مضي حوالي السنتين كشف التلفزيون الاسرائيلي، القناة الاولى، في اخبار الساعة التاسعة امس الاول الاحد، عن حدث اجرامي تقشعرّ له الابدان، فبالصور الموثّقة كشف عن ممارسات عصابة نازية منظمة تعتدي بشكل همجي سادي في مركز اسرائيل، في تل ابيب وغيرها، على عمال اجانب وشبان سمر لعلهم من العرب، ولم يكشف خبر التلفزيون كم عدد الضحايا، كم عدد من ضُربوا حتى الموت.. واتضح ان هذه العصابة لها علاقات مع عصابات "النازيين الجدد" في اوروبا، وقد ارسلت لتلك العصابات الصور الموثقة عن ممارساتها الحيوانية لتضمن انها "اهل" للانضواء تحت لواء العصابات النازية الجديدة العالمية!
اننا نحمّل سياسة السلطة الممارسة، سياسة التمييز العنصري ضد العرب، سياسة حقن الجماهير اليهودية بمورفين الكراهية والعداء للعرب، سياسة الاحتلال وما يرتكبه من اعمال العنف والمجازر والجرائم ضد الانسانية والشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، نحمل هذه السلطة المسؤولية الاولى عن انتشار الدرن الفاشي والنازي المعادي للعرب في المناطق المحتلة وضد المواطنين العرب في اسرائيل. وليس من وليد الصدفة ان تبرز ظاهرة العنف ومختلف عصابات الاجرام والرذيلة بين المهاجرين الجدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا، ومن بينها عصابة النازيين الجدد بين الشباب والشبان، كما انه ليس من وليد الصدفة انه في الموقف السياسي فان غالبية المهاجرين الجدد مع قوى اليمين والفاشية العنصرية في اسرائيل. فللحركة الصهيونية دورها السافر في غسل دماغ المهاجرين الجدد قبل مجيئهم الى اسرائيل، وحقنهم وتعبئتهم بالكراهية للعرب وبالشوفينية العنصرية. كما ان عدم التأقلم مع ظروف الحياة والمعيشة في اسرائيل، خاصة في ظل الكشف عن اكاذيب الصهيونية ودعايتها المغرضة وخاصة تصوير اسرائيل بأنها "ارض السمن والعسل" وان "جميع اليهود اخوة". فالواقع الاسرائيلي الرأسمالي حيث التقاطب الاجتماعي وزيادة حدة الفقر والبطالة بين الاجيال الشابة، وفي ظل السياسة العنصرية التمييزية ضد العرب تنتشر مظاهر اليأس بين شباب المهاجرين الجدد وغيرهم، فيلجأ بعضهم الى تفريغ نقمته من خلال الممارسات العنصرية والفاشية والنازية ليس ضد سلطة الافقار والاحتلال بل ضد العرب والدمقراطية. ولهذا فانه من الاهمية بمكان ليس فقط انزال اقسى العقوبة بأفراد هذه العصابة النازية بل كذلك، والاهم من ذلك، تصعيد المعركة وباوسع وحدة صف يهودية عربية ضد السياسة السلطوية، سياسة الاحتلال والتمييز العنصري التي في كنفها يتكاثر الدرن الفاشي.

الثلاثاء 11/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع