خليط آسن من الكذب والوقاحة
خطـوة اسرائيليـة خطيـرة وحقيـرة



تحت ستار الظلام اقتحمت ليلة الأربعاء/الخميس الآلة الحربية الاسرائيلية أجواء سوريا. فقد اخترقت عدة طائرات الحدود السورية من جهة البحر وحلقت فوق أراضيها، بغية التجسس أو التخريب. دمشق الرسمية تقول ان تلك الطائرات "ألقت ذخائر" وسارعت الى الفرار بعد أن تصدت لها الدفاعات الجوية السورية.
حتى الآن لا تزال المعلومات عما وقع قليلة، لكن معنى هذه الخطوة الاسرائيلية واضح، وخطير.
بداية، نفى جيش الاحتلال الاسرائيلي الأمر برمّته. بعد ساعات قال إنه يفحص. وفي النهاية صرّح أنه لن يعلّق على ما حدث! إن هذا الموقف هو خليط آسن من الكذب والوقاحة على لسان هذا الجيش ومن يطلق له الأوامر. أما حكومة ايهود اولمرت فقد سدّ رئيسها ووزراؤها أفواههم، في تكتّم مثير للريبة. (ما عدا "الوزير العربي" الذي تفوّه بكلام تافه ثم لحس ما قاله!).
لم يلفّ الصمت بشأن هذه الخطوة الاستفزازية الحربجية حكومة اسرائيل وحدها. فقد خرج ناطق رسمي أمريكي بالقول ان نظام بوش لن يعلّق هو الآخر. لماذا؟ "لأنه لا توجد معطيات دقيقة عما حدث"، كما قال. وحين سئل من قبل أحد الصحفيين عمّا اذا قامت واشنطن بتوجيه أية أسئلة الى اسرائيل، إكتفى الناطق الرسمي بالتملّص.. إن هذا ليس استغباءً فحسب، بل هو منحُ غطاء دموي أمريكي لخطوة اسرائيلية خطيرة وحقيرة.
من الواضح تماما هنا أن هذه الدولة يقودها حكّام وجنرالات مهاويس لا يتورّعون عن افتعال استفزازات قد تشعل حربًا طاحنة مع سوريا. هذا سلوك لا يُقدم عليه سوى مجرمي حرب يقابلون دعوات دمشق الى التفاوض بتطيير الطائرات الحربية المقاتلة فوق بلادها. وخلف اولئك المهاويس تقف راعية الإرهاب الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية الرسمية. وما فعلته اسرائيل هو إرهاب.
من غير المعروف ما ينتظر المنطقة في ضوء هذا التطوّر الخطير. فالسؤال هو عمّا اذا كانت هذه العملية الاسرائيلية مجرد خطوة واحدة في سلسلة مخططة من الاستفزازات التي تبغي التصعيد فالحرب. والمؤسف أن المجتمع الاسرائيلي يرى ويسمع كيف يقوم حكّامه بهذه المقامرات بدمه، لكنه يصمت. ان اسرائيل هي دولة محكومة بثقافة سياسية فاشية يصمت فيها المجتمع كالقطيع خلف حكّامه الذين طالما قادوا ابناءه الى حتفهم في مغامراتهم العدوانية الدموية.
إن واجب الساعة هو فضح هذه المقامرات الاسرائيلية-الأمريكية بدماء الشعوب. على حكومة اسرائيل التوقّف عن لعب دور العميل الحقير لسياسات واشنطن العدوانية. يجب إعلاء الصوت الاحتجاجي بقوة في اسرائيل ومطالبة الحكومة وجيشها بكشف الحقيقة. وكذلك، تقتضي الحاجة تنظيم حملة واسعة تفضح هذه السياسة العدوانية لدى أكثر ما يمكن من الرأي العام العالمي. هذا هو واجب كل المناضلين ضد الحروب وسياسات الهيمنة والامبريالية الأمريكية وعملائها الدمويين من أمثال حكّام اسرائيل.

(الاتحاد)

الأحد 9/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع