تـحـطــم مــا تـبـقــى
مــن آمـــــال للأمـريكـيـيــن!!



امتلأ يوم أمس، بأحداث تتعلق بالاحتلال الأمريكي للعراق، ومدى خسارة هذا الاحتلال لمواقع ولنفوذ في مناطق كبيرة في العالم، جراء خساراته المتتالية في العراق المحتل، وخساراته أيضا في أفغانستان.
فقد وصل الرئيس الأمريكي في زيارة مفاجئة، أمس، إلى العراق المحتل، تشير إلى أزمته العميقة، ومأزقه الكبير، جراء ما يحصل في العراق، وجراء عدم قدرة القوة العسكرية والاقتصادية الأولى في العالم، على لجم المقاومة العراقية الوطنية، التي لا تمت بصلة إلى الأعمال الإرهابية التي ترتكبها جهات، نحن متأكدون أن لها صلات مع الاحتلال، وهي تحقق مصالحه.
ونرى في ما يجري في العراق، من تكبّد الاحتلال الأنجلو أمريكي خسائر متتالية، جعلت الأصوات تعلو في الولايات المتحدة ضد استمرار التواجد في العراق، ومع تعيين موعد نهائي لسحب قوات الاحتلال، وجعلت أيضًا الاحتلال البريطاني يخلي أمس آخر مواقعه في البصرة، جنوب العراق، ويتحدث في العلن عن نواياه بالانسحاب من العراق المحتل في غضون أشهر قليلة.
وتنضم إلى سلسلة هذه الضربات على رأس الاحتلال، أحاديث الجنرالات البريطانيين الذين قالوا أن السياسة الأمريكية في العراق هي سياسة فاشلة، لن تقود إلى حل في هذا البلد المنكوب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القيادة الأمريكية تتوقع أن تصدر عن لجنة التحقيق التي عينها الكونغرس بخصوص العراق، تقارير غير جيدة بالنسبة لها، حيث أن التسريبات التي تنشرها الصحف حول هذا الموضوع، تقول بأن القيادة الأمريكية لم تحقق من بين الأهداف الثلاثة عشر التي وضعتها لنفسها قبل العدوان، إلا ثلاثة أهداف، أي أن الفشل كان ذريعًا ومدوّيًا.
في كل الأحوال، بدأت الصورة بالوضوح، فالسياسة الأمريكية في العراق المحتل، لن تقود إلى إخراج هذا البلد من نكبته والورطة الكبيرة التي غرق فيها، ولن يخرج الجيش الأمريكي من العراق سوى مهزومًا، بعكس ما تخيل قادته عندما توقعوا أن يستقبلهم العراقيون بالورود.
وسياسة الولايات المتحدة التي فشلت في العراق، لا بد لها أن تفشل في أماكن أخرى في العالم، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، فالاتفاق السياسي الذي ينفس بالون الاحتقان في لبنان، بات قريبًا، الأمر الذي لن يعجب الإدارة الأمريكية، التي تبني على استمرار الاحتقان لانقسام هذا البلد، ودخوله في جحيم الحرب الأهلية مرة أخرى.

الثلاثاء 4/9/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع