أولمرت يبتسم أمام الكاميرا، وجنوده يقتلون الأبرياء
لـقـاءات "الـقـمـة" وطـحـن الـمـاء!!



تتكرر لقاءات "القمة" بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضمن برنامج وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، لاحياء "عملية السلام"، حيث من أجل بعث الحياة في هذه العملية، على الطرفين أن يلتقيا كل أسبوعين، بحسب كوندي!!
وعلى الرغم من أن اللقاءات تتم كل فترة زمنية تزيد على أسبوعين، إلا أن أي انجاز لا يتحقق خلال الفترة بين لقاءين، بل أن هذه اللقاءات تستمر كمن يطحن في الماء، فنسمع جعجعة، ولكن لا نرى طحنًا، ويكتفي الطرفان في نهاية هذه اللقاءات بالابتسام للكاميرا، العناق، على أمل اللقاء المقبل.
وبين اللقاء ولاحقه، تستمر اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني، فتجتاح هنا، وتتوغل هناك، وتغتال في الضفة الغربية، وتقصف في غزة هاشم، دون أن يقوم أي كان بكبحها، فالكل متاح أمامها، طالما أنها تقع داخل دائرة الحرب المعلنة على "الإرهاب".
على الرئيس الفلسطيني، أن يقف خلال لقاء اليوم، واللقاءات القادمة، معلنًا صراحة، بأن الشعب الفلسطيني لن يصبر أكثر على استمرار الاعتداءات الاحتلالية الآثمة، ولن تشفع للاحتلال حجة أن غزة تحت سيطرة حماس، وأنها هذه الأخيرة حركة "إرهابية"، فيحق لابناء الشعب الفلسطيني أن يقاوموا الاحتلال، فإن دخل هذا غزة، عليه أن لا يتوقع أن دربه ستكون سهلة، وإن توغل في الضفة، عليه أن يواجه قتالا شرسا.
إن موقف أبي مازن موقف قوي، فهو يأتي من منطلق أن اسرائيل تخل بالاتفاقيات والتفاهمات، ولا تلتزم بأي تلخيص يتفق عليه الطرفان، بل تبدأ بكسر التفاهمات منذ ساعة التوصل اليها، فأولمرت أمام الكاميرا يبتسم، وجنوده يقتلون الأبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
على أبي مازن، أن يعلنها واضحة خلال لقاء اليوم، أن على اسرائيل البدء في تنفيذ الاستحقاقات الواقعة عليها، وأن تبدأ بإطلاق سراح الأسرى، وأن تبدأ بفك الحواجز التي تقطع أوصال الضفة الغربية، وأن تبدأ بالانسحاب من غزة، ومن المناطق التي توغلت فيها في الضفة الغربية المحتلة، إذا كانت فعلا معنية بالسلام، وببعث الحياة فيه من جديد.
للسلام استحقاقات، وعلى إسرائيل أن تثبت بالفعل أنها راغبة في هذا السلام.

الثلاثاء 28/8/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع