يتحدثون بالسلام ويريقون الدماء!



ارتفع عدد الشهداء في المناطق المحتلة أمس وخلال أربع وعشرين ساعة الى عشرة شهداء، حيث أقدمت قوات الاحتلال على قتل تسعة فلسطينيين في عمليتين احتلاليتيتن، أمس وأمس الأول اضافة الى سقوط الشهيد العاشر في مدينة نابلس.
سقوط الشهداء نبأ، نرفض الاعتياد عليه رغم تكراره الفظ كل يوم وكل ساعة، لكننا نرفض الاعتياد أيضا، على ما يدور في المناطق المحتلة من تهم تحريضية تصل حد التكفير والتخوين بحق الفصائل المختلفة، والتي بلغت ذروتها أمس باعلان الناطق الرسمي (الرسمي؟!) باسم حركة حماس، سامي أبو زهري إن "هذه الجريمة تجري بتنسيق بين قيادة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بحيث يصعد الاحتلال جرائمه وتواصل السلطة إجراءاتها التي تزيد من معاناة أهلنا في قطاع غزة".
هنا وضع أبو زهري الاحتلال وقيادة السلطة الوطنية في نفس الخندق ليس فقط من حيث لا يدرون بل بسبق الاصرار والترصد وبهدف واحد وحيد هو زيادة معاناة الأهل في قطاع غزة!
تضاف الى هذه الأجواء التحريضية التهم المتبادلة حول المسؤول حقا، عن انقطاع التيار الكهربائي على قطاع غزة، وكأن المسؤول أحد اثنين لا ثالث لهما، إما فتح أو حماس ولا مكان لدور ثالث، لا احتلال ولا مساعدات أجنبية مرهونة بالولاء السياسي الذي قد يصل بالبعض الى حد العمالة!
فيما يواصل قادة الشعب الفلسطيني تراشق التهم، مشغلين العالم بها عما يجري على أرض الواقع، يواصل الاحتلال جرائمه دون أي ازعاج، ودون كلمة استنكار واحدة، بل وحتى دون مسبة فقد أضحى "الأقربون أولى بالمسبة"!
كنا نقول دائما بأن على الدم المراق، دم أبناء الشعب الواحد، أن يوحد هذا الشعب، خاصة وأن سافكيه لا يميزون بين دم ودم، خاصة وأنه لا يوجد "دم ودم" في المناطق المحتلة بل دم واحد هم دم الشعب الواحد وقضيته النازفة، ونريد لجرائم الاحتلال هذه أن تعيد البصر والبصيرة للمقتتلين فيعاودون الادراك بأن العدو واحد والهم واحد وكذا الغد..
نريد لاراقة الدم هذه، نريد للعواطف الجياشة ضد المس بأي زهرة فلسطينية أن تعاود توحيد الفلسطينيين لكننا أيضا نحذر من الاكتفاء بالوحدة كردة فعل، انما نريدها وحدة كفاحية، جماعية القيادة ضد الاحتلال وموبقاته، نحو التحرر والعودة..

الاتحاد

الأربعاء 22/8/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع