حماس مستمرة في انقلابها:
خطوات سريعة نحو تأسيس إمارة إسلاميّة بوليسية في غزة



* منذ انقلابكم على الشرعية والدمقراطية والتعددية والمشروع الوطني، لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه أي جندي احتلالي!! *

تثبت أحداث اليومين الأخيرين في قطاع غزة، للمتابعين، بأن انقلاب حماس لم يكن على الشرعية فحسب، على الرغم من كون حركة حماس جزءًا من هذه الشرعية إلى أن نفذت انقلابها المشين، وإنما كان انقلابًا على الدمقراطية والتعددية في المجتمع الفلسطيني، الذي أثبت طوال سنوات، أنه على الرغم من معاناته الطويلة جرّاء الاحتلال وممارساته، إلا أنه شعب يعرف الدمقراطية جيّدًا، ويمارسها على أساس تعدّدي حقيقيّ.
وكانت حركة حماس ممثلة بقوتها "التنفيذية"، نفّذت في اليومين الأخيرين اعتقالات سياسية لقياديين في حركة فتح في قطاع غزة، زعمت أنهم يهدّدون الأمن العام!! وقامت كذلك، بالاعتداء على عدة أفراح لعائلات في القطاع، لا لشيء سوى لأنّ هذه العائلات مقرّبة من حركة فتح، ورفعت علم الحركة في الأفراح، فقام عناصر "التنفيذية" بالهجوم على هذه الأفراح، والاعتداء على المشاركين فيها بالهراوات، وأطلقت النار عشوائيّا، وهو ما وثقته الكاميرات، وتم عرضه على شاشات التلفزيون أمس وأوله!!
وتذكر هذه الممارسات، بممارسات أنظمة القمع، وبوليسها السياسي في أرجاء شتى من العالم، حيث تتصرف حركة حماس حسب مبدأ من ليس معي فهو مرفوض، وبالتالي فإنّ الاعتداء عليه، شرعي، بل ومطلوب. وكان القيادي في حماس، محمود الزهار، خرج إلى وسائل الإعلام بتصريحات مفادها أن "حركة فتح ستدفع ثمن أي إخلال بالأمن في قطاع غزة"، والحديث هنا يدور عن الأمن من وجهة نظره الخاصة، أو من وجهة نظر حركته، فتطبيق هذه المقولة جاء على شكل الاعتداء على عائلات آمنة أقامت أفراحًا لأبنائها، وعلى شكل اعتقالات سياسية لقياديين في فتح، لا ذنب لهم سوى الانتماء لهذه الحركة!! والسؤال المطروح هنا، هل هذا هو المس بالأمن يا زهّار، وهل لك أن تتحفنا عن أي أمن يدور الحديث؟ هل عن أمن إمارتك القمعية البوليسية في غزة؟ هل تنازلت حركتك عن "المقاومة"؟ وهل الحديث عن المقاومة ليس إلا ضريبة كلامية تدفعها حماس لإسكات الشارع؟ فمنذ انقلابكم على الشرعية والدمقراطية والتعددية والمشروع الوطني، لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه أي جندي احتلالي!! هل توفرون رصاصكم لقتال أبناء شعبكم من الفصائل الأخرى؟
على حماس التراجع عن هذه الممارسات فورا، من أجل البدء بحوار حقيقي مع الفصائل الأخرى، ومن أجل وضع أسس تعاون ومشاركة حقيقية بين هذه الفصائل، لدحر الاحتلال، وإعلاء شأن المشروع الوطني الفلسطيني من جديد!

"الاتحاد"

الأحد 12/8/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع