لا يعدو كونه طعما لخدمة الاستراتيجية الامريكية
أي مؤتـمر دولـي للسـلام هـذا!!



انهت وزيرة الخارجية الامريكية محادثاتها مع المسؤولين في كل من السعودية ومصر واسرائيل، وستلتقي اليوم مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ومع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض. وحسب ما تدعيه الوزيرة الامريكية كونوليزا رايس، ان الهدف من جولتها ولقاءاتها مع المسؤولين في هذه البلدان هو تحشيد التأييد لعقد "مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط" يعقد في الخريف من هذا العام حسب دعوة الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش!!
ان عقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة مطلب عادل طالما دعت الى عقده القيادة الشرعية الفلسطينية وسوريا ومختلف القوى المناصرة لاحلال الامن والاستقرار والسلام العادل في الشرق الاوسط، ولكن حتى يفي المؤتمر الدولي بالمهمة التي من اجلها يعقد – انجاز السلام العادل – يشترط توفر عدة شروط اساسية، منها مشاركة جميع اطراف النزاع في المنطقة، وان يكون تحت اشراف وقيادة ورعاية هيئة الشرعية الدولية، وخاصة مجلس الامن الدولي، حتى يكون للمؤتمر اسنان لتنفيذ القرارات التي اتخذت بشأن الحقوق الشرعية لكل طرف. ولكن شتان بين المدلولات السياسية لمؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة وبين مؤتمر دولي مسخوط تحت رعاية الامبريالية الامريكية وادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية. فللمؤتمر الذي يدعو اليه بوش من غير المضمون مشاركة مختلف اطراف الصراع في المنطقة، وخاصة من غير المضمون مشاركة كل من سوريا وايران والى حد ما لبنان. كما ان الهدف المركزي من وراء هذا المؤتمر الدولي، اذا ما عقد، ليس ابدا اقرار السلام العادل على قواعد الاعتراف بالحقوق الوطنية الشرعية للشعوب المهضومة، بل اقرار "باكس امريكانا" سلام امريكي، ينتقص من ثوابت الحقوق الوطنية للشعوب وينسجم مع المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي باقامة تحالف سياسي استراتيجي جديد تحت يافطة "شرق اوسط جديد" يشمل الانظمة العربية "المعتدلة" والمدجنة امريكيا وكل من اسرائيل وتركيا. تحالف يرفع شعار "مواجهة النفوذ الايراني" و"الارهاب" ولكن على ارض الواقع خدمة المطامع الامبريالية والرجعية بنهب خيرات وثروات شعوب المنطقة والانتقاص من سيادة بلدانها، كما لا نتوخى من هذا المؤتمر المرتقب ايجاد الحل العادل لقضية الشعب العربي الفلسطيني وللصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي. ادارة بوش لا يختلف موقفها السياسي عن موقف حليفها الاستراتيجي – اسرائيل الرسمية، بالتنكر للحل العادل للقضية الفلسطينية، فرؤية بوش لسلام على اساس دولتين متجاورتين لا تعني ابدا اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين حسب قرارات الشرعية الدولية، لو كان هذا هو مدلول رؤية بوش لوافقت واحتضنت ادارة بوش وخادمها حكومة اسرائيل المبادرة السعودية العربية للسلام. فمؤتمر بوش لا يعدو كونه طعما لخدمة الاستراتيجية الامريكية ولرفع اسهم حزب بوش الجمهوري المنهارة.

(الاتحاد)

الجمعة 3/8/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع