مخول يثير قضية التكاليف الباهظة للدروس الخصوصية ومصير طلاب الفقراء

الاتحاد- استجوب النائب عصام مخول، كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، وزيرة المعارف والثقافة حول مسألة الدروس الخصوصية التي يضطر الطلاب في المدارس فوق الإبتدائية إلى الإعتماد عليها لضمان تحصيل نتائج جيدة في دراستهم، وأشار مخول إلى أن الدراسة من خلال الحصول على دروس خصوصية خارج ساعات الدوام المدرسية تتحول إلى مؤسسة يصرف الطلاب عليها في إسرائيل ما قيمته 700 مليون شيكل في السنة، بحيث يعتمد %40 من تلاميذ المدارس فوق الإبتدائية على الدروس الخصوصية لضمان تحصيل أفضل.

وأشار مخول في استجوابه إلى أن هذه المعطيات شهادة خطيرة لوزارة المعارف والحكومة التي كما يبدو لا توفر الحد الأدنى الضروري من التعليم، من خلال التعليم الرسمي، في ظل التقليصات في ميزانيات التعليم، وتضطر الأهالي والتلاميذ إلى اللجوء إلى التعليم الخصوصي. وتساءل مخول: كيف يعوض الطلاب أبناء العائلات الفقيرة والعاطلين عن العمل عن قصور التعليم الرسمي، أم أن التعليم أصبح امتيازا للأغنياء والقادرين على تمويل الدروس الخصوصية، وما هو دور وزارة المعارف تجاه أبناء العائلات التي تعيش تحت خط الفقر.

وفي رده على استجواب النائب مخول قال نائب وزيرة المعارف تسفي هندل، أن وزارة المعارف تعي الحاجة إلى منح المساعدة التعليمية للطلاب الضعفاء عبر توفير ساعات دراسية إضافة إلى الساعات الدراسية التي يحصل عليها الطلاب في المدارس في إطار الصفوف، وبالتالي فإن وزارة المعارف تمول برامج تعليمية تهدف إلى مساعدة الطلاب الضعفاء عن طريق منحهم الدروس في مجموعات صغيرة.

وأضاف نائب الوزيرة قائلا أنه إلى جانب الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة المعارف لمنح المساعدة للطلاب الضعفاء، وعلى الرغم من وضع هذا الأمر في أول سلم الأولويات للوزارة، لا يزال هناك العديد من الأهالي الذين يتوجهون إلى المعلمين الخصوصيين، رغبة في دفع دراستهم وتجاوز المستوى المطلوب في المدرسة، وهو أمر صحي يميز المجتمعات الطموحة إلى الإمتياز والتفوق. وأضاف نائب الوزيرة أنه من الطبيعي ألا تعارض وزارة المعارف الأهالي الذين يتوجهون إلى المعلمين الخصوصيين.

وفي تفصيله للبرامج التي تمولها وزارة المعارف لدعم الطلاب الضعفاء، قال نائب الوزيرة أنه إلى جانب البرامج التعليمية في مجموعات صغيرة للطلاب الضعفاء، فإن وزارة المعارف تطبق في 126 مدرسة ثانوية برنامج "بجروت 2001"، والذي يزود الطلاب بدروس إضافية في مجموعات تحتوي كل منها على خمسة طلاب، وكذلك برنامج "النصف الثالث" والذي بدأ تفعيله منذ سنتين ويهدف إلى منح دروس خصوصية في العطلة الصيفية والذي من خلاله تم فتح ثمانية وعشرين مركز تعليم لطلاب الصفوف التاسعة حتى الثانية عشر في مجموعات صغيرة في عطلة الصيف ( في صيف 2003 شارك في البرنامج 3500 طالب ).

وفي إطار "الخطة الخماسية" المعد للوسط العربي (و"البدوي" و"الدرزي" - حسب القاموس الحكومي!)، منحت في سنة 2003 107.19 ساعة إضافية في تعليم اللغة العربية و 32.376 ساعة إضافية في الرياضيات و 13.322 ساعة إضافية في اللغة الإنجليزية لطلاب المدارس الثانوية. وقد منحت ساعات مشابهة لطلاب المدارس الإبتدائية والإعدادية.
وأضاف نائب الوزيرة أنه في البلدات التي طبق فيها قانون "يوم التعليم الطويل"، تخصص ساعات للعمل مع الطلاب في مجموعات صغيرة، وهناك الكثير من البرامج في قسم "شاحار" تخص هذا المجال، كما تتم المساعدة التعليمية في إطار المدارس الداخلية اليومية المتبعة في بعض المدارس.
وأضاف نائب الوزيرة أن جهاز التعليم الإبتدائي أيضا يعي الحاجة إلى توفير ساعات دروس إضافية متفاوتة وفق الحاجة، تحت إشراف معلمي المدارس.
وأنهى نائب لوزيرة قائلا أنه يصبح من الواضح أن جهاز التعليم ليس هو الذي يرسل الطلاب للتفتيش عن الدروس الخصوصية والمعلمين الخصوصيين، بل أنه تبذل جهود واضحة وموجهة ومركزة من قبل وزارة المعارف لمساعدة الطلاب الضعفاء في دروسهم في إطار المدارس.
السبت 15/11/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع