لأول مرة يزور وفد يمثل جامعة الدول العربية اسرائيل، والوفد مكون من وزيري خارجية جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية، وهذه سابقة فعلا. لسنا ندري ان كنا نستطيع القول: قدمتم اهلا ووطئتم سهلا – فذلك يتوقف الى حد بعيد على مدى ان تكون حكومة اسرائيل اهلا لمثل هذه الزيارة والتعاطي الايجابي مع المبادرة العربية ليس بالقول ولا بالمجاملات، بل بالفعل والتطبيق من اقصر الطرق البعيدة عن اللف والدوران والمنعطفات الحادة والكثير الكثير من شارات الطرق، ولسنا ندري ان كانت اسرائيل سهلا لتطأها اقدام السلام العادل والشامل والثابت لما فيه مصلحة كل شعوب المنطقة وخاصة الشعب العربي الفلسطيني الذي هو صاحب القضية وهو ايضا الضحية. في المجال الدبلوماسي قد تكون زيارة الوزيرين مكسبا سياسيا واعلاميا لاسرائيل لكن الاهم، هل توافق اسرائيل كُرمى لاصدقائها العرب لدفع ثمن السلام العادل خاصة وهي لا تخسر شيئا، بل تتنازل عن اشياء ليست لها بحسب القرارات الدولية وبحسب كل المذاهب!! ولما كانت زيارة الوزيرين تمثل جامعة الدول العربية بكافة اعضائها من معتدلين اكثر من اللازم والمطلوب ومن آخرين معتدلين وكل الدول العربية معتدلة جدا، فهذا يعني ان كل الدول العربية تعترف باسرائيل، وكلها ليست ارهابية ابدا، وهذا ينطبق على السلطة الفلسطينية وعلى منظمة التحرير، وهذا يعني ان العرب ليسوا هم السبب في عدم الوصول الى السلام العادل الشامل، وهذا يعني ان الجانب العربي قدم اكثر من اللازم بكثير، وهذا يعني ان اسرائيل هي المحتل وهي المشكلة وهي المعرقل وهي الكاذبة قولا وفعلا، هذه هي الحقيقة بلا اية مجاملات نيئة، اسرائيل واعلامها الرسمي تدلق كل يوم سيلا من الكلام العرِم حول السلام اغزر من السيل الغرم، اذا فما المانع من الوصول الى هذا السلام!! ونحن لا نستهين بانطباع الوزيرين الضيفين من ان لدى اسرائيل نوايا للتعاطي مع المبادرة العربية، وهذه النوايا يجب ان تترجم الى واقع، وهذا التعاطي يجب ان يكون الموافقة التامة مع المبادرة العربية مع الشكر للعرب على هذا الدور الايجابي اكثر من اللازم تجاه السلام العادل، لكن اذا مع كل ذلك خيبت اسرائيل امل وانطباع الوزيرين، الا يجب استخلاص النتائج المطلوبة!! هذا هو المطلوب.