الحوار والانتخابات مخرج ضروري واضطراري للوضع القائم في فلسطين



كل اقتراح يبدو انه افضل من الوضع القائم على الساحة الفلسطينية وفي قطاع غزة بشكل خاص، هذا الوضع هو فائدة كبيرة للمحتل الاسرائيلي ومن معه والذي له الدور الاساسي في خلق هذا الوضع الخطير، لا يمكن قبول ما آل اليه الوضع في غزة، لا الاسباب ولا الدوافع ولا النتيجة ولا الممارسات والطريقة الانفصالية المتبعة هناك. كما لا يمكن تجاهل خطر الضغط الامريكي والاحتلالي وفرض كسب رضا المحتل ومن معه والذي هو العدو الاساسي ولا يريد أي خير للجانب الفلسطيني وحقه العادل، وهو هو الذي يبتلع هذا الحق، المعادلة صعبة ومعقدة، ولذلك لا مناص من امرين اساسيين: الاول هو الحوار، لأن البديل سيكون اسوأ وأخطر اذ سيجري عندها الحوار عبر افواه البنادق، ونقصد بندقية المحتل والولايات المتحدة حتى وان كان بأيدي فلسطينية، فيجب اختبار اهون الشرّين.
والامر الثاني الضروري والاضطراري هو اجراء انتخابات، وهذا ما يصل اليه عدد كبير من القوى والاحزاب الفلسطينية، اما نتيجة الانتخابات فيقررها الجانب الفلسطيني الذي يعيش اقسى ظروف في الكرة الارضية واطول معاناة في موجات متصاعدة من واقع مرير في منتهى الشراسة والاجرام، فيه القتل، وفيه السجن، وفيه المصادرة، وفيه خنق كل امل بالتحرر والحرية، وفيه الفقر والحرمان، وكلها كابوس جهنمي ملموس ومحسوس يجثم على صدر كل فرد فلسطيني من الطفل الى الكهل.
ويبقى السؤال: هل يقبل السيد الامريكي والمحتل الاسرائيلي ومن لف لفهما بخلق جو ملائم نسبيا لهذه الانتخابات!! وهل يقبل النتيجة حتى اذا فقدت حماس الاكثرية ولكنها لا تغيب كليا عن الخارطة!! فأية اساليب خداع سيخترعها المحتل لعدم خروج الشعب الفلسطيني من محنته ونكبته!! وقد احسنت لجنة المتابعة صنعا في قرارها بهذا الموضوع عبر الرسالة التي وجهها شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل الى الاخ محمود عباس والاخوة في قيادة حركة حماس بطلب عقد لقاء مع الجانبين، فلا بد من اتخاذ خطوات ضرورية حتى وان كانت اضطرارية.

الثلاثاء 24/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع