اليوم 23 تموز
ذكـرى ثـورة الضبـاط الأحـرار



منذ السنة الاولى لثورة 23 تموز بقيادة الضباط الاحرار في مصر، بدأت القوى الامبريالية تناصبها العداء وتتربص لاجهاضها، ورغم العديد من الملاحظات الجدية والثغرات في مسيرة الثورة خاصة في الممارسة والتطبيق الا ان هذه الثورة بالنسبة للخارطة السياسية في العالم العربي والحلبة الدولية تحلت بأهمية كبيرة في التصدي للامبريالية وكان هذا معلم من معالم الثورة، ولا يمكن ايضا الا الاشارة الى اهمية الجانب الطبقي النسبي في مضمونها بالرغم من العثرات. ولعل من اهم ميزات ومعالم زعيم الثورة الحقيقي جمال عبد الناصر هو دوره القيادي وقلب الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة في العالم العربي آنذاك ومن اصعبها واهمها الصداقة المتينة مع الاتحاد السوفييتي وقوى الاشتراكية والسلام في العالم والدور القيادي لعبد الناصر، في تأسيس دول عدم الانحياز المعادي للامبريالية، وفي فترة قيادته حدثت خطوات جبارة في التصنيع المصري مثل الكهرباء والسد العالي ومصانع حلوان وتأميم قناة السويس، الامر الذي ادى الى شن العدوان الثلاثي وفشله الذريع، وكذلك حرب حزيران العدوانية. صحيح ان هنالك دورا بارزا للقائد، للفرد، لكن ذلك يجب ان يعتمد والى اقصى حد على الشعب، على الجماهير.
لسنا في مجال الخوض في التحليل الفكري هنا، لكن التجربة تثبت انه لا يمكن لثورة ان تنجح دون القاعدة الجماهيرية وبدون الصداقة المتينة مع اخلص القوى الثورية في العالم، وهذا ينطبق على كل نظام وينطبق على كل حزب وقوة سياسية. ان أي حزب يدعي القومية ويعادي الشيوعيين، هو حزب مؤقت عابر، وللشعوب تجارب غنية في هذا المضمار. ان المعيار الاساسي لكل حزب قومي حقيقي هو موقفه الطبقي والاجتماعي، ومدى علاقته بالقوى الثورية المحلية والعالمية، والانطلاق الواضح من معاداة الامبريالية والصهيونية والرجعية، لأن هذه القوى تتحالف دائما لخنق كل صوت نضالي حقيقي، ولا يمكن الرقص في عرسين في آن واحد الا بواسطة الفضائيات والفيديو وهذه المشتقات، والتعلم من التجربة التاريخية هو الجانب الهام والحاسم في موضوع التاريخ.
الأثنين 23/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع