إذا برك الجمل كثرت سكاكينه



ليس هنالك عجب أعجب من قلب المعادلة المرتبطة بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني، حتى ان تعريف هذه المعادلة بالصراع هو خطأ فاحش، هنالك تنكر واحتلال واستيطان وتشريد وهدم ومصادرة وسجن من جانب واحد. في هذه الايام تقوم زعانف الحركة الصهيونية ومعها قوى ليبرالية بائخة نيئة غير ناضجة بسلسلة من النشاطات في العالم من اجل اطلاق سراح ثلاثة جنود اسرائيليين في لبنان وفلسطين، ونحن من اجل اطلاق سراحهم من زمان، لكن ماذا مع الألوف المؤلفة من السجينات والسجناء العرب بنات وابناء الشعب الفلسطيني!! اين عالم الحرية المقززة المقرفة!! والامر ليس جديدا، دائما كانت الصهيونية هي المعتدية ودائما كانت تظهر بمظهر الضحية، وعالم الكذب يروّج لهذه الكذبة الكبرى، وما اصدق سلام الراسي عندما ذكر المثل اللبناني القائل: "النذر للدير والحزا على سمعان!!".
بالأمس التقى الرئيس محمود عباس مع محتلّة ومضطهدة اولمرت، وكتعبير عن حسن النية سلّمت بعض التنظيمات المسلحة الفلسطينية اسلحتها، اما الجانب الاسرائيلي المتغطرس والجزار فيدرس امكانية وقف ملاحقة هذه العناصر واطلاق سراح 250 اسيرا فلسطينيا من الذين تكاد تنتهي مدة محكوميتهم، فهل تفي اسرائيل على الاقل بهذه الوعود التي طالما رددتها!! ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا، او ما كنت عالما وعارفا ومجربا، ناهيك طبعا عن انعدام مصداقية الاحتلال والملاحقة والسجن.. ان معادلة العلاقات في هذا الصراع المديد هي من العجائب، ما يميز الجانب العربي وبضمنه الفلسطيني هو التنازل المثابر في القول وفي العمل رغم انه الضحية، اما ما يميز الجانب الاسرائيلي وهو المعتدي فالمزيد من الغطرسة والامعان في العدوان وخلق الواقع الاجرامي، والمزيد من النهش والقرض في الحق الفلسطيني بالعمل وحتى بالقول، وهذا الجانب مستفيد من دعم الامبريالية وهو الغائص في مخططاتها حتى قمة رأسه، ومستفيد من قوى البين بين الوسطية بكل مالها من قدرة في التأتأة والغمغمة والتردد الجبان، ومستفيد من الفرجة العربية والوضع الحضيضي المتسافل والمتواطئ دائما مع ناهشي حقه وهادري كرامته، هذا العالم العربي بنظمه له وزن الريشة وهو يضغط على اصدقائه الامريكان، وله وزن هائل ثقيل وهو ينصح ويضغط على الشقيق الفلسطيني والاشقاء العرب في لبنان والعراق والسودان وسوريا.. لم يبق امام الجانب الفلسطيني الا التمسك بحقه على الاقل كموقف وان يوحد كل ثقله وجهوده حول هذا الهدف، وله ارادة صلبة مانعة منيعة ولن يبرك.

الاتحاد

الثلاثاء 17/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع