سياسة "التنظيم والبناء" كارثة على المواطنين العرب



لو حسبت المبالغ التي يدفعها المواطن العربي في كل مكان في هذا الوطن، تحت بند ما يسمى المخالفات، لوصلت هذه المبالغ الى ارقام هي فاجعة بالنسبة للامكانيات ولما يجب ان يكون لولا سياسة التمييز العنصري والصارخ في هذا المجال ايضا. اصبح البناء والحصول على ترخيص والمماطلات والمنع والمخالفات وخنق الوسط العربي في مجال الخرائط الهيكلية ومناطق النفوذ كابوسا مخيفا وعبئا ثقيلا لشريحة واسعة من المواطنين العرب. في القرية الواحدة مئات المخالفات، والغرامة الواحدة بآلاف وعشرات الآلاف من الشواقل، والهدف يبدو بعيدا عن ضرورة التنظيم ومتطلباته. لو كانت هنالك سياسة صحيحة وانسانية لما كانت هنالك حاجة ابدا الى الدخول في هذه الدوامة المدمرة اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا. هنالك حقيقة انه يجب تلبية الحاجات الملحة للتكاثر الطبيعي واتساع البناء، والتكاليف باهظة جدا وليست مجانية طبعا، فأية اسباب كامنة وراء عدم تلبية المطالب المتكررة بتوسيع مسطح البناء!! وكيف تقام المناطر ضمن مخطط "تطوير الجليل" مثلا والذي يعني في الواقع تهويده بين عشية وضحاها، بينما في الوسط العربي يصطدم الحصول على الترخيص بعقبات كأداء!! قد يكون هنالك دور غير كاف للسلطة المحلية، او على الاقل هذا احد الادعاءات السائدة بايعاز من المسبب الاساسي لهذا الوضع، لكن الواقع الحقيقي هو السياسة العنصرية الرسمية الموجهة ضد الجماهير العربية، هذه السياسة التي صادرت معظم الاراضي العربية تقوم بخنق التطور الطبيعي للمدن والبلدات والقرى العربية، وكل ادعاء آخر هو بعيد عن ارض الواقع، عن ارض المخطط والممارسة اليومية، الهدف اثقال كاهل المواطن العربي ماليا وليس فقط ماليا، هذه القضية ملحة جدا، وعامة جدا، ويجب وضع حد لها بصورة جماعية، واختصار الوقت، واختصار والغاء كافة العقبات، واعطاء الرخص والكف عن هذه العقوبات العنصرية، المواطنون العرب يعيشون في وطنهم وعلى ارضهم الباقية بعد المصادرة، ولا توجد هنالك قوة تزعزع وجودهم وبقاءهم وصمودهم وتطورهم، فهذا حقهم الطبيعي جدا جدا، ولهم وزنهم ودورهم في الخارطة السياسية، ومكافحة كل مظاهر التمييز والاضطهاد، الحل لا يكمن في الهدم ولا المخالفات ولا التهويد ولا محاولات التيئيس، الحل يكمن في ايجاد حل صحيح عادل انساني لهذه القضية الانسانية العادلة جدا.
الجمعة 13/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع