تحدّيات أمام الهستدروت



ينعقد اليوم الاثنين ظهرا، المؤتمر العشرون لنقابة العمال – الهستدروت. ومن الأهمية بمكان اتخاذ موقف موضوعي من هذه النقابة بناء على جوهرها ودورها، فمن ناحية علينا الا نستهين بمجرد وجود هذه النقابة التي يتنظم فيها يهود وعرب، خاصة بعد ان وجهت العولمة بقيادة الولايات المتحدة ضربات قاسية الى النقابات ودورها، وهذا ايضا ما فعله الاتحاد الاوروبي تجاه النقابات في قارة اوروبا خدمة للرأسمال والاحتكارات، اذا لا نستهين بوجود ودور الهستدروت، ونحن ضد اضعاف هذه النقابة العامة بالرغم من جوهرها وطبيعتها، وهي ليست الوحيدة في ذلك، وما اصدق من قال ان العديد من النقابات في العالم تشبه الفجل – حمراء من الخارج وبيضاء من الداخل، ولا نريد العودة الى الظروف والاهداف التي قامت فيها الهستدروت سنة 1920، ودورها التمييزي بالأمس واليوم ضد الجماهير والعمال العرب، كذلك لا ننسى ولا يجب ان ننسى دور الشيوعيين منذ اليوم الاول لتأسيسها في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ضد الاستغلال الرأسمالي وضد التمييز اللاحق بالعرب، هذا الدور المستمر حتى اليوم، وهي مناسبة لنوجه التحية الى كتلتنا في الهستدروت ونعمات ومجالس العمال على الدور النضالي المثابر والذي يجب ان يتقوّى في هذا المجال الطبقي الحاسم.
إن ارتفاع نسبة البطالة وقذف المزيد من العمال الى سوق الفراغ ونقل المصانع والمشاغل الى دول مثل مصر والاردن وتركيا والمكسيك وغيرها ركضا وراء المزيد من جرف الارباح، هذا الامر يتطلب موقفا شجاعا والوقوف الثابت المكين ضد هدر حقوق العمال وحقهم الاساسي في العمل. والتقاطب يزداد حدة، والمئات من مواطني الدولة يملكون ثروة اكبر بكثير من ميزانية الدولة، بينما هنالك نسب عالية من العائلات والاطفال يعيشون تحت خط الفقر وخاصة في الوسط العربي، وضائقة الوسط العربي في التصنيع معروفة، والحرمان المفروض على المجالس العربية والذي هو احد اسباب الازمة بحاجة الى وقفة مستمرة. المطلوب من هذه النقابة ان تقف موقفا ايجابيا ضد سياسة الحصار المفروض على العمال الفلسطينيين واقتطاع الاموال وحجزها واستعمالها كورقة ضغط على الشعب الفلسطيني المناضل من اجل حقه في السلام والتحرر والاستقلال، لا نستطيع ان نطلب من الهستدروت للاسف الشيء الكثير بسبب جوهرها كما اسلفنا لكن صوتنا سيظل مجلجلا كما كان، ونضالنا الطبقي والاجتماعي والسياسي، كلها روافد في النضال العام من اجل السلام العادل والمساواة والعدالة الاجتماعية ضد كل نظم الاستغلال والتمييز.
الأثنين 9/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع