..وإن أنت أكرمت اللئيم تمرَّدا!



من البديهي جدا والواضح جدا أن التناقض الاساسي هو بين الشعوب العربية- كجزء من شعوب العالم- وبين الامبريالية الامريكية بشكل خاص، وكل من ينساق معها ويدور في فلكها ويسهّل عليها تمرير مخططاتها لمصلحة الاحتكارات والاستغلال والعولمة بكل موبقاتها، وعدم التعامل مع هذه الحقيقة هو اساس المشكلة. ولذلك، الحذر كل الحذر من البُخل في إدانة الولايات المتحدة ليس فقط بالكلام، بل أيضا في الممارسة وفي الموقف من كافة جوانب وجوهر واطراف مشاريعها في المنطقة، هذا ينطبق بصورة خاصة اليوم على العراق ولبنان والسودان، وبصورة اكثر  خصوصية على الوضع في فلسطين.
 إن إحدى المحرّمات والممنوعات الوطنية هي ترضية وكسب رضا الولايات المتحدة واسرائيل والنظم العربية التي الصق بها لقب "المعتدلة"، فالنظم المعتدلة هي تلك التي تدور في الفلك الامريكي، وهذه النظم ابعد ما تكون عن الدمقراطية التي تتشدّق بها الولايات المتحدة، ولكن امريكا تغض النظر عن انعدام الدمقراطية لان همها في الواقع هو محاربة كل مظاهر دمقراطية ان وجدت، وكل مظاهر التحرر والحرية.
 ان الغالبية الساحقة جدا من الشعب العربي الفلسطيني معادية للولايات المتحدة وسياستها وممارستها ومشاريعها وتاريخها وماضيها وحاضرها فيما يتعلق بنكبة هذا الشعب وكفاحه العادل، ضد الاحتلال والاستيطان والمجازر والسجن والجدار وعدم تنفيذ القرارات الدولية المتراكمة، ضد اسرائيل وحتى منع ادانة المجازر اليوم، واميركا تعطي البرهان الواضح كل لحظة على موقفها هذا وبشكل تظاهري علني وقح بدون اية مواربة حتى ولا مجاملة للجانب العربي،وهذه قمة الوقاحة والاستعلاء والاهانة والاذلال ، حتى اصبح ذلك امرا مفروغا منه.
 ان الواجب المحتم والمقدس امام كل القيادات الفلسطينية هو التعامل مع اميركا على اساس موقفها الاجرامي فقط، هذا ما يوحد الشعب العربي الفلسطيني اليوم كما كان بالامس تماما واكثر، وهذه الوحدة ضد العدو الاساسي وكل زعانفه هي التي تعزز ارادة هذا الشعب، ان وحدة هذا الشعب وارادته وتمسكه الثابت بحقه العادل ونضاله من اجل تحقيق هذا الحق هو الضمان الوحيد لنجاحه، فلا يمكن اكرام اللئيم، فاميركا عدو لئيم واسرائيل عدو لئيم لهذا الشعب.

الخميس 5/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع