الموقف الذي يخلق له رصيدا من التضامن العالمي
أصدق وأشجع دبلوماسية رفضُ المشاريع الأمريكية



أمريكا تعارض اقامة حكومة وحدة وطنية في لبنان، ليظل الوضع عديم الاستقرار. لنتصور ان دولة لبنان عارضت او تعارض او ستعارض حكومة ما في الولايات المتحدة، الاعلام طبعا سيهزأ من مجرد التفكير في ذلك، خاصة اذا هددت لبنان بعدم التعاون مع تلك الحكومة، ليس فقط بسبب حجم لبنان قياسا الى الامبريالية الامريكية، بل لأنه يحق للأخيرة ما لا يحق لغيرها بسبب قوتها وطبيعتها العدوانية، وهنا يكمن الخطر. فما شأن امريكا في الشؤون الداخلية للبنان!! هنالك دول ونظم وضعت نفسها في موازاة الولايات المتحدة رغم فارق الحجم والقوة وبذلك وضعت حاجزا في وجه الوقاحة الامبريالية، واكبر مثل عريق وباق هو كوبا قبل انهيار الاتحاد السوفييتي وبعده. وهناك مثل كوريا الشمالية، وهناك فنزويلا وايران وسوريا.
اسرائيل ترفض حكومة حماس، وترفض حكومة الوحدة الوطنية ولا تتعامل معها، لنتصور ان السلطة الفلسطينية تقف هذا الموقف تجاه مجريات الامور في اسرائيل، مع حكومات الليكود ومشاركة ليبرمان وامثاله. لماذا يحق لاسرائيل ما لا يحق لفلسطين، الجواب لأن اسرائيل اقوى وتفرض شروطها، لكن امريكا اقوى ايضا من كوبا وكوريا وفنزويلا وهذا الفرق لم يؤثر ابدا في اتخاذ الموقف الصحيح. في لبنان قوى سياسية عميلة لامريكا وموالية لها، هذا السبب، وفي العالم العربي معظم النظم العربية منسجمة مع المشاريع الامريكية العدوانية، وهذا السبب ينطبق على لبنان وعلى فلسطين وعلى العراق، ويحلو للبعض ان يضع هذه المواقف الرانخة والعميلة في خانة الواقعية والمسؤولية واعتبارات توازن القوى والحكمة الدبلوماسية، العمالة تبقى عمالة مهما اُضفي عليها من القاب الحكمة والوطنية، والجبن والنذالة تبقى كذلك مهما أُلبست من ثياب الشجاعة والبسالة، هذا ينطبق تمام الانطباق على دول وحكومات واحزاب سياسية. ان افضل واشجع واشمخ دبلوماسية هي القائلة بالبصق في وجه الامبريالية الامريكية وحلفائها وعملائها وكافة المخططات العدوانية، هذا هو الموقف الذي يخلق له رصيدا من التضامن العالمي والزخم الشعبي، وهو الامر الحاسم في النهاية، وما اصدق القول القائل: الفشل الشريف خير من النجاح الدنيء، فكم بالحال اذا علمنا ان حظ النجاح مضمون اكثر في الموقف الصحيح، الموقف الوطني الشريف.

الاتحاد

الثلاثاء 3/7/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع