ألتقاطب الاقتصادي في البلاد



يوم غد الخميس ينعقد مؤتمر الاغنياء، في حيفا. وليس هنالك مجال لذكر واستعراض هذا التقاطب الاقتصادي في البلاد، والذي هو انعكاس الى حد كبير لما يجري في العالم وبتأثير مباشر من النظام العالمي الجديد والخصخصة والعولمة، وموبقات وشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والارباح الهائلة التي تجرفها الاحتكارات على حساب دم وعرق ومستوى حياة الفئات الشعبية. هنالك شعوب كاملة تقع تحت طائلة غول الاستغلال الامبريالي وليس فقط الطبقة العاملة. في اسرائيل مثلا زادت ثروة خمس مئة شخص وهم الاغنى في البلاد خلال سنة فقط بنسبة 25%، هذه المجموعة القليلة عدديا ارتفع ما تملكه من اموال من 65 مليار دولار الى 81 مليار دولار. هذا مع العلم ان كل ميزانية الدولة لا تتعدّى الـ 70 مليار دولار. اذا هنالك خمس مئة شخص ثروتهم اكثر بكثير من كل ميزانية الدولة!! واذا كانت اسرائيل الصغيرة جدا نسبيا في وضع كهذا، فكيف الحال في دول رأسمالية مثل الولايات المتحدة الامريكية!! ان الفقر المدقع المحدق بالشعوب في افريقيا وامريكا الجنوبية وآسيا، وكذلك بالفئات الشعبية في كل النظم الرأسمالية في العالم لم ينزل من السماء، بل ان مردّه هذا التوزيع الظالم والمجحف للثروات البشرية، وهذا الاستغلال الوحشي من قبل الرأسماليين للشغيلة، يضاف اليها طبعا سوء الادارة في العديد من النظم. فما رأي العمال والمستخدمين في اسرائيل الذين لا يتقاضون اجورهم طيلة اشهر!! وما رأي مستخدمي السلطات المحلية وخاصة العربية منها وبضمنها طبعا السلطات العربية الدرزية!!
إن العديد من النظم الرجعية في العالم الثالث والرابع وضعت شعوبها تحت نير وكابوس هذا المكبس الاستغلالي الاحتكاري بزعامة الامبريالية الامريكية اكبر واخطر لص ومجرم في الكرة الارضية، ان نمط هذا النهب للشعوب والشغيلة والذي يكمل بالقضاء على حرية وسيادة واستغلال الشعوب هو عدو البشرية، هو عدو الانسانية، هو سبب الفقر والمرض والبطالة وتلوث البيئة والاحتباس الحراري، والتصحّر والاكتظاظ وارتفاع نسبة الجريمة واشعال الحروب والتعصب والعنصرية، ويجب توجيه النضال الطبقي والسياسي والفكري الى هذا الوحش، وهذا ينطبق على اسرائيل ايضا.

الأربعاء 27/6/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع