تأييد لكفاح الشعوب في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وايران ضد المخطط الامريكي
الـتـحـدّي والتـصـدّي فـي فـنـزويـــلا



فنزويلا اليوم هي أحد الاوجاع المؤلمة للامبريالية الامريكية، وهي تقطع شوطا مباركا ومتصاعدا في هذا المجال المصيري، ولا تكتفي بالشعارات بل تدعم موقفها وموقعها بخطوات عملية، على النطاق المحلي والقاري والعالمي. في امريكا الجنوبية والوسطى كانت ولا تزال دول تحدّت الغطرسة الامريكية واستعبادها للشعوب والموارد، وابرز مثل على ذلك كوبا جزيرة الشمس والحرية والاشتراكية، ولفترة من الزمن كانت تشيلي ورئيسها أيندي.
فنزويلا من الدول المنتجة والمصدّرة للنفط، وهذا وحده كاف جدا ليسيل له لعاب الاحتكارات والامبريالية الامريكية، وهي دولة كبيرة من حيث المساحة – اكثر من تسع مئة الف كم مربع، وسكان فوق الـ 26 مليون نسمة، صحيح ان المساحة والسكان هي عناصر مساعدة وهامة جدا في الصمود والمقاومة، لكن الاهم هو طبيعة النظام والهدف ومدى ارتباط ذلك بالمصالح الاساسية للشعب، والفئات الشعبية بشكل خاص، وبالتالي بمدى وضع ثقل ووزن الجماهير الشعبية في المعركة وهو الامر الحاسم، وقد تكون فنزويلا محظوظة لأنها بعيدة عن "الفرَج العربي" الذي كان ولا يزال مساعدا هاما للامبريالية والصهيونية في الشرق الاوسط. في امريكا الجنوبية قوى رجعية وموالية للامبريالية ايضا، لكن الرجعية العربية تنال دائما قصب السبق في العمالة.
ان تأييد فنزويلا لكفاح الشعوب في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وايران ضد المخطط الامريكي هو موقف مشرف جدا، وهكذا الحال مع كوبا، وفي نفس الوقت مؤلم وموجع جدا للولايات المتحدة. والانسحاب من البنك الدولي واقامة بنك الجنوب، وتأميم شركات النفط، وتنويع مصادر شراء الاسلحة تحسّبا من عدوان امريكي وتوطيد العلاقات مع جمهورية روسيا الاتحادية وايران، هي مقاييس وطنية في منتهى الاهمية. الشعب في فنزويلا لم يتضرر من الولايات المتحدة بنفس المقاييس والآماد والحدّة التي لحقت بالشعوب العربية والتي تستمر بتصاعد مخيف، ومع ذلك لا يمكن مقارنة قدرات فنزويلا الاقتصادية والبشرية والجغرافية بالعالم العربي، كما لا يمكن مقارنة دور النظم العربية الرجعية بقلامة ظفر رجل النظام الفنزويلي وشافيز في المعركة دفاعا عن حقوق هذه الشعوب ودفاعا عن الكرامة الوطنية والاستقلال والتحرر من براثن الامبريالية السامة الدموية، من حسن الحظ ان شافيز بعيد عن الشرق الاوسط، ومن سوء الحظ كذلك انه بعيد، لكن الخير موجود في كل شعب ولا بد لليل ان ينجلي عن هذه المنطقة ايضا، لان الكرة الارضية تدور في الليل ايضا.

(الاتــــــــــحــــــــــاد)

الأثنين 25/6/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع