ألمخطّط الأمريكي في المنطقة يمرُّ مرَّ اللئام
في منطقة الشرق الاوسط خلق واقع مرير وخطير، وهو ان المخطط الامريكي يُمرّر بسهولة نسبية. لا شك ان الامبريالية الامريكية تريد اكثر، وتطمع في المزيد، لكن لا يجب التقليل مما حققته، وهذا لا يقلل ابدا من اهمية مقاومة الاحتلال، ومقاومة المخطط الامبريالي، والأنكى من ذلك ان هذا المخطط الرهيب والذي هو جزء من عالم العولمة، نراه يصطدم بالمعارضة الاكثر نجاعة في بقاع اخرى في الكرة الارضية مثل امريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا. الشرق الاوسط اكثر بقعة تسفك فيها الدماء، اكثر بقعة فيها ثكالى وأيتام، واكثر بقعة تساهم في زيادة عدد اللاجئين في اوطانهم او خارجها، والعراق وفلسطين ولبنان امثلة صارخة جدا ودامية جدا على ذلك. وكذلك افغانستان الواقعة على تخوم هذه المنطقة وايران المرشحة لذلك. صحيح ان الامر مؤقت وعابر، فلا يمكن غير ذلك بناء على جدلية الامور وعلى تجربة الشعوب، لكن الضرر الهائل قد حصل، وفترة بقاء هذا الوضع الفظيع قد تطول، فهنالك العديد من المعوقات امام كسح هذا المخطط الامبريالي، واحد هذه المعوقات يتمثل بطبيعة النظم السائدة في المنطقة او على الاقل غالبيتها الساحقة، والتي تلعب في الواقع دور المساعد والمساند لتمرير هذا المخطط بغض النظر عن ان الرئيس الافغاني ونظامه حامد كرازاي محاصر من قبل المقاومة والشعب، وكذلك النظام العراقي العميل، والقوى الموالية لامريكا في لبنان في تناقض واضح مع المصالح الوطنية الاساسية للبنان الموحد المستقل ذي السيادة. هنالك خطر جدي في تحويل الانظار كليا عن جرائم امريكا واسرائيل وحصر الادانة فقط على القوى المحلية المتصارعة خاصة في فلسطين، ودون التقليل ابدا من اهمية ادانة كل عمل وكل قوة تخدم المخطط الامريكي الاسرائيلي حتى ولو اريد غير ذلك، فالمهم هو النتيجة، الكلمة الاخيرة هي للشعوب، والنطق بهذه الكلمة والعمل بها لا يأتي بجرّة قلم، بل هذه عملية متكاملة تدخل فيها التراكمات الكمية والكيفية والعامل الذاتي، والعوامل المحيطة، لكنها ستكون هي الكلمة الحاسمة، وهي العملية الحاسمة، وهي الرد الوحيد الناجع والناجح دون التقليل من اهمية كل ما يتحقق قبل هذا الحسم وضرورة ازالة العديد من العوائق بشكل تدريجي. والامر المفصلي هو معرفة العدو، ورؤية الجوهري والاساسي في هذه القضية الوطنية والانسانية الشاملة. الخميس 21/6/2007 |