أربعون مرة تكرر الخامس من حزيران منذ سنة 1967 ولو تجزأت الاعوام الى ايام، والايام الى ساعات ودقائق ولحظات، وفي كل لحظة معاناة، من قتل وسجن واستيطان ومصادرة وتعذيب وإفقار وشتى انواع وجوانب الحرمان والقهر والغربة، فلنتصور عظم المأساة، وعظم الجريمة، وعظم المسؤولية الانسانية في مختلف ارجاء الكرة الارضية للتصدّي لجرائم الاحتلال واجتثاث كل الاحتلال في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وافغانستان. قد يكون انوجد وينوجد العديد من الملاحظات على المقاومة ضد الاحتلال، الامر الذي يساعد المحتل ويسهل عليه، لكن ليس هذا هو المميز لأي مقاومة، ولا يوجد أي سبب ولا توجد اية مصداقية لأن يلعب المعتدي دور الضحية، ويتهم المعتدى عليه والضحية بالمعتدي وكل تفكير بمثل هذه المقارنات هو سخف وخطأ فادح. كما ان سيطرة موقف القوة والعربدة الارهابية من جانب المعتدين والمحتلين هي مأساة، ان يصبح الاحتلال الارهابي، وكل احتلال هو ارهابي، هو حامل شعار النضال ضد الارهاب، هذا الامر عبارة عن مأساة انسانية فظيعة، وجزء من جريمة وموبقات المحتلين. فهل لو وقف كل الشعب الفلسطيني بكل افراده ومنظماته واجياله مكتوف الايدي، هل لو حدث ذلك كان سيخسر الاحتلال ويدحر نفسه بنفسه، فهل للاحتلال مثل هذه الاخلاقيات. ان المنطق السائد للاسف الشديد هو منطق القوة والعربدة، وهذا يتطلب مواجهة هذه القوة بالقوة ولا نقصد قوة السلاح، بل قوة الموقف، وقوة الوحدة، وقوة الارادة، وقوة التعلم من خبرة البشرية في مجال المقاومة، وقوة التمسك بكافة ثوابت الحق المشروع والممهور بالقرارات والتضحيات دون أي تنازل، لأن أي تنازل هو بداية الطريق لاعطاء المكافأة للمعتدي والمحتل على عدوانه واحتلاله، المحتل اهل للقصاص والعقاب وليس للمكافآت والجوائز، هذا هو الرد الذي يجب ان يكون عاما، وهذا هو المقياس الوحيد. وكم من الضروري جدا جدا ان ينشغل كل شعب محتل بمقاومة الاحتلال فقط، وليس بالولوج الى مسارب وشعاب مظلمة يخططها المحتل او يفيد منها على اقل تقدير، هذا ما سيكون في المستقبل وبلا ادنى شك وكلما كانت النظرة الوطنية الشاملة والمسؤولة هي الموجّه وهي البوصلة وهي نقطة الانطلاق، يكون الهدف واضحا وأقرب الى المنال، وهذا ينطبق بشكل خاص على الشعب العربي الفلسطيني اينما كان، وخاصة الواقع تحت الاحتلال، وفي عالم الغربة واللجوء.