أربـعـون سـنــة علـى حــرب حـزيـران الـعـدوانـيــة



يوم غد تمرّ أربعة عقود على تلك الحرب العدوانية، والتي كانت مأساة كبرى وجريمة كبرى فيها الكثير الكثير من المآسي والجرائم التفصيلية، اولا وقبل كل شيء وبحجم ضخم على الشعب الفلسطيني، وكذلك على مصر وسوريا، وفي نفس الوقت هي مأساة كانت وستظل لها ابعاد على المجتمع الاسرائيلي. هذه الحرب هي برهان آخر على جوهر السياسة الاسرائيلية والحركة الصهيونية، جوهرها العنصري العدواني الطبقي الاستغلالي، وهي برهان آخر على دور الامبريالية ضد الشعوب، وخاصة ضد الشعوب العربية، هذه الامبريالية تمثلت احيانا ببريطانيا وفرنسا  وايطاليا، واحيانا بالولايات المتحدة الامريكية، واحيانا بكل قوى الامبريالية مجتمعة.
حرب حزيران هي استمرار لمسيرة نكبة الشعب العربي الفلسطيني والتي بدأت معالمها وممارسات صانعيها منذ نهاية القرن التاسع عشر مرورا بوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو واجهاض ثورة 1936 والموجة الاعلى في النكبة سنة 1948، والتي كان للرجعية العربية فيها ولا يزال الدور المساعد لخلقها واستمرارها، والامر المذهل والمهوّل ان النظم الرجعية العربية في تحالف عملي مقرف ورخيص مع عدو شعوبها، مع الامبريالية، فالرميّة تحتفي بالرامي، والضحية تحتفي بالجزار. النعاج الغنم هي الماشية الوحيدة التي تتبع وتماشي الذئب الى حتفها باستسلام جبان ذليل.
في تلك الأيام السوداء كان صوت الشيوعيين هو الصوت الوحيد في الكنيست الذي جلجل ضد الحرب، بينما الكل كان مشغولا بالشد على ايدي جنرالات الحرب وفي طليتعهم موشيه ديان، واية موجات من الفرح والاستعلاء والعنصرية اجتاحت البلاد، ورجال المهمات الخاصة في الشرطة يشتمون ببذاءة ويحققون مع الشيوعيين ومعارضي الحرب ذوي القامات والهامات الشامخة، وأية اغنيات تفح بالعنصرية دلقتها اذاعة اسرائيل من القدس ورام الله "من القنيطرة للقنطرة" واورشليم الذهب والنحاس والنور.
كل يوم تحدث الألوف المؤلّفة من النكبات العينية ضمن النكبة الكبرى العامة للشعب الفلسطيني.
ومن جهة اخرى فان كافة الموبقات والفساد والعنصرية والفاشية والازمة الاخلاقية المتفشية هنا هي نتاج لهذا النظام وجوهره، وتتغذّى كلها بنهم وجشع من هذه الحرب العدوانية والاحتلال والاستيطان. ومع كل ضخامة هذه الجريمة العدوانية، ومع كل امتداد فترة الاحتلال الا ان ذلك يصطدم بالحق الفلسطيني وبجبروت صمود هذا الشعب الجبار. هذه الذكرى هي المناسبة لتصعيد النضال اليهودي العربي ضد الاحتلال ومن اجل السلام العادل والشامل والثابت. وهي المناسبة لتضع الشعوب وأولها الشعوب العربية كل ثقلها ضد الاستعمار والعدوان والرجعية.

("الاتــــــــــــحــــــــــاد")

الأثنين 4/6/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع