جلسة للكنيست يجمع فيها نواب مختلف الكتل على الإدانة والتحذير من محاولة اغتيال النائب مخول

ناقشت الكنيست امس الأربعاء، على جدول اعمالها، محاولة الاعتداء الفاشية، على السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي عضو الكنيست عصام مخول، بناءً على طلب اعضاء الكنيست: رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير محمد بركة، وشاؤول يهلوم، وجمال زحالقة، وايهود يتوم وعصام مخّول.

وقد ترأست الجلسة عضو الكنيست ايتي ليفني، وكان محمد بركة أول المتحدثين، فقال: "ان محاولة اغتيال زميلي عصام مخّول هي انذار داخل الاجهزة المنهارة، في صراع الدمقراطية على بقائها. نحن نعيش في جو مفعم بالفاشية والتحريض على الجماهير العربية، وخاصةً قيادتها المنتخبة، التي اصبحت هدفًا لكل هجوم وملاذًا لتبرير القومجية. فمع التشكيك المنهجي المستمر بالأعضاء العرب، واخراجهم من دائرة الحوار من قبل غالبية اليمين الاسرائيلي يصبح العنوان واضحا على الحائط، نواقيس الخطر تقرع ولكن التدهور مستمر، لا يوجد من يدوس على الفرامل، ولعل الوقوع في الهاوية اصبح امرًا لا يمكن تفاديه.

وأكد بركة على ان محاولة اغتيال عضو الكنيست عصام مخّول لا تجري في فراغ، انما هي وليدة الانحناء في كل اجهزة السلطة، وقلب الحقائق، والمكانة التي اكتسبها مسؤولون مترددون(متأتئون) في اجهزة السلطة، والتشويه المنهجي بحق الأقلية، كل هذه مؤشرات واضحة للانهيار الاجتماعي والسياسي وانهيار الدمقراطية.

بعد ذلك تحدث عضو الكنيست شاؤول يهلوم (مفدال)، فقال:" البعد بين افكاري وافكار عصام مخّول كبعد الشرق عن الغرب، انا لا استنكر فقط هذه المحاولة، التي كانت بقصد القتل، انما اقول الويل لنا اذا اتبعنا هذا النهج في حل مشاكلنا داخل الدولة، مهما تكن صعبة، باستعمال القوة، المتفجرات، ومحاولة القتل واي محاولة للاعتداء".

اما عضو الكنيست جمال زحالقة (التجمع) فأشار الى ضرورة ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة، بأسرع ما يمكن. وناشد الجهات المختصة، الشرطة وحرس الكنيست بذل اقصى جهد وتكثيف التحقيقات للوصول الى المسؤولين عن هذه المحاولة البشعة.
واضاف زحالقة: "من الواضح ان الدوافع هي سياسية، وليس صعباً ان نتوقع اي دوافع سياسية. لذلك لا يمكن التعامل مع هذه المحاولة على انها محاولة عابرة، انما كخطر قائم، يمكن ان يتكرر مع آخرين او مع عصام مخّول مرة اخرى. هناك زمرة من المجرمين السياسيين طليقة، وهذا هو الخطر الحقيقي."

اما عضو الكنيست عصام مخول فقال: "اشكر جميع الزملاء، ومن بادر الى هذه الجلسة، كما اني اشكرهم شخصياً، ولكني اشكرهم من منطلق تقديري بأن هذه المعركة ليست معركة شخصية والتهديد ليس شخصيا. لا اريد الخوض بالنتائج الرهيبة التي كادت تحصل جراء هذه العملية لو ان اولادي كانوا قرب المكان، حيث تناثرت كمية كبيرة من القطع الحديدية.
لا اريد الخوض في تفاصيل التحقيق، لأن هناك امرا يمنع نشر اي تفاصيل الى حين استكمال التحقيقات. هذا الخطر كما يبدو يلاحقنا، للاعتداء على الدمقراطية الاسرائيلية، هناك محاولة للاعتداء على قواعد اللعبة في المجتمع، للاعتداء على كل شيء.
باعتقادي، علينا استخلاص العبر، بتجميع قوانا، كل من عبر عن سخطه عما جرى من اللحظة الاولى، وكل من وقف الى جانبنا، وكل من دافع عن الدمقراطية، ان نقوم لندافع عنها.
ما جرى كان يجب ان يهز الجميع وهذا المكان، ليس بسبب ما جرى معي شخصيًا، ولكن لكي نمنع ما قد يحصل مع اخرين، كان يجب على الكنيست ان تضع هذا الموضوع في اول المواضيع، في بداية الاسبوع. إلا ان سكرتارية الكنيست ارجأت هذا النقاش الى فترة آخر يوم في آخر الاسبوع. اذا لم نحم الدمقراطية، فلن تحمينا، وانا استغل الفرصة للنداء بإقامة اطار لجنة جماهيرية، لنداء مشترك لمن يرى انه آن الاوان للاشارة الى ان الدمقراطية، بحاجة للدفاع عنها، لاننا إن لم نحم الدمقراطية فلن يكون هناك ما يحمينا.

اما نائب وزير الامن الداخلي، يعقوب ادري (ليكود) فقال: "اوافق مع عضو الكنيست مخّول، بانه كان يجب اجراء نقاش عاجل حول هذه القضية، رأسًا، من الضروري ان نكون موحدين، لا يمكن المهاترة في هذا الموضوع، بالدفاع عن الدمقراطية. لقد اقامت الشرطة فريق تحقيق خاص، وآمل ان يتم القبض على الشخص الذي قام بهذه الفعلة. الشرطة تتعاون مع ضابط الكنيست في كل ما يتعلق بالحماية المناسبة لمدى التهديد على اعضاء الكنيست.

اما عضو الكنيست عبد المالك دهامشة فقال: "هذا رقم قياسي جديد، هذا شيء جديد لم نعرف له مثيل، محاولة اغتيال عضو كنيست، وتفجير سيارته، لكن الامر بدأ قبل فترة طويلة، تلقينا رصاصا حيا في مغلفات، وفي كل يوم نتلقى العديد من الرسائل والشتائم. وقد سئمنا من تقديم الشكاوى. وتلقينا عشرات المكالمات، توجهنا الى الشرطة وابلغونا بأنهم تقصوا ووصلوا الى ارقام الهواتف، لكن لم نسمع عن اي ادانة. ولم تصل اي شكوى الى المحكمة. اذا لم تتخذ الاجراءات المناسبة ضد كل من يحاول الاعتداء على عضو كنيست عربي، فان هذه الاعمال ستصل ليس فقط الى عصام مخّول، بل الى اعضاء كنيست آخرين. وقد حدث في السابق ان قتل رئيس حكومة في هذه الدولة، بسبب هذا التحريض.
الجمعة 31/ 10/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع