صفة الدولية على هذه القوات هي تزييف للواقع
موقع وأهداف القوات الدولية في الصراع



هنالك مطلب لارسال قوات دولية الى ساحة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، واذا كان ذلك على نمط القوات الدولية في الجنوب اللبناني من حيث موقع تواجدها على الاقل، فماذا تستطيع ان تحقق!! في جنوب لبنان هذه القوات تراقب تحرك المقاومة اللبنانية على ارضها، وتراقب الخرق الجوي والبحري والبري لاسرائيل، وكأن الخوف هو من هجوم جنوب لبنان على اسرائيل وليس من استمرار وتجدد عدوان اسرائيل على لبنان بجنوبه وشماله وشرقه وغربه وقلبه، امر حسن ان تأتي قوات دولية الى ساحة الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي والشعب الفلسطيني فأين سيكون موقع هذه القوات!! هل سينحصر وجودها في غزة مثلا بهدف منع اطلاق صواريخ القسام على اسرائيل!! وماذا مع القصف الاسرائيلي الجوي والبري واحيانا البحري على الشعب في غزة والقطاع!!
لماذا لا تتواجد قوات دولية في الجانب الاسرائيلي المواجه للبنان!! فالخطر جاء من هنا في الماضي البعيد والمتوسط والقريب، ولماذا هذه القوات فقط على الارض اللبنانية!! وليس سرا ابدا ان صفة الدولية على هذه القوات هي تزييف للواقع، فهذه القوات جاءت بضغط وبطلب من الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل واعطيت لها الصفة الدولية، ولذلك فهي تقوم بهذا الدور المتحيز ضد لبنان، تماما مثل قرار مجلس الامن 1701، ومع الفارق طبعا اعطيت صفة التحالف لقوات الغزو الامريكية في العراق وافغانستان. من المخجل جدا ومن الضار جدا ان يصبح مجلس الامن مظلة وستارا للهيمنة الامريكية وحلفاء وعملاء واصدقاء امريكا، كما يجري بالنسبة للملف الايراني والملف الكوري الشمالي بالاضافة الى لبنان والمحكمة الدولية حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ان عناصر هذه اللعبة هي عناصر القوة والهيمنة والعولمة وليست عناصر المبدئية والعناصر والمعايير الاخلاقية، والخطر كل الخطر ان تصبح هذه المعايير المرفوضة هي المعايير السائدة، ويجري التعامل معها والسكوت عنها خوفا من البطش الامريكي - الاسرائيلي، على الاقل يجب التمسك بموقف مبدئي حتى وان كان صعب التنفيذ، والتوقيت الآن ملائم جدا والعالم قبيل انقلاع جورج بوش وطوني بلير عن سدة الحكم كما يبدو.

الاتحاد

الأثنين 28/5/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع