<<كلمة الاتحاد>>
معركة على وجهنا الحضاري

ان السؤال الحاسم بشأن معركة الانتخابات المحلية التي تجري اليوم الثلاثاء، يجب ان يتحدد استنادًا الى معيارين:
الاول: ضرورة الفرز المطلق بين القوى المتصارعة على خلفيات فئوية، رجعية، طائفية او عائلية، وبين القوى السياسية التي تملك طرحًا فكريًا واجتماعيًا، في مركزه دفع وجهتنا المستقبلية وتأكيد الوجه الحضاري لهذه الجماهير.

والثاني: الفرز التام بين قوى متصارعة ترى في منافسيها أعداء، دون مسوّغات تخاطب العقل، وبين قوى تضع المعركة في سياقها الصحيح، بين خصوم محليين لهم عدو واحد هو السلطة. فلم يكن ولن يكون يومًا، الانتماء الضيق المتوارث، معيارًا لاتخاذ الموقف، بل ان مضمون الموقف هو الحاسم. وفي هذه المعركة، يجدر بأصحاب المسؤولية والضمير البحث عمّن يحترم عقلهم، وعمن يملك موقفًا ذا مضمون.
ولا يمكن بأي شكل فصل المعيارين الآنفين. فمن يقدم طروحاته بشكل يستند الى مصلحة الناس، يجدر به وضع المعركة في سياقها، معركة يجب ان نرى في أفقها خصمنا الاساسي: سياسة التمييز السلطوية المنهجية. وهذا كان ولا يزال العصب المركزي في الطرح الشيوعي والجبهوي، على كافة الصّعد.

إن جماهيرنا العربية تعلّمت على جلدها، ومن التجارب المريرة، ان القوة المضمونة هي تلك التي تجمع طرفي المعادلات الصعبة: الجرأة والمسؤولية معًا، النضال لنيل الحقوق اليومية والوطنية معًا. وهذه القوة استحقت وبجدارة لقب القيادة التاريخية لهذه الجماهير. فلم يكن الامتحان يومًا في قوة الخطاب الرنّان، ولا في الوعود المعسولة المقطوعة عن الواقع. بل ان الامتحان هو "وقت الشدّة".. حين يتطلب الأمر اجتراح الموقف بكل جرأة وبكل مسؤولية، بحيث تكون بوصلة المصلحة الوطنية العامة.

وجماهيرنا التي خبرت بالتجربة، من الذي يستحق ثقتها، ومن الذي يبقى كحجارة الوادي، تقف امام حسم جديد، حسم من شأنه ان يضيف لبنة جديدة في دفع وتطوير الوجهة والوجه الحضاريين الوطنيين، وبشكل يمزج المعركة المحلية بالمعركة الجماهيرية لانتزاع الحق اليومي والوطني في حياة كريمة على وطن لا وطن لنا سواه.

("الاتحـاد")
الثلاثاء 28/ 10/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع