فرق هائل بين تعددية الالتزام، وبين التشرذم...
الامــتــحــــان الـمــصــيــــري!



قلّما نجد شعبا يعيش ظروف النكبة والتشريد والاحتلال وكل ويلاته مثل الشعب العربي الفلسطيني، وعليه الكثير من الضواغط ومن جهات متعددة، ومتفاوتة في الاهداف والاشكال، لكن يبقى الاحتلال الاسرائيلي وكل من يسانده ويسكت عليه هو الهدف للنضال الموحد والعادل والشرعي جدا، وكل مسارب اخرى هي مسارب تيه مظلمة لا تخدم هذا الحق وهذا النضال بل بالعكس تخدم العدو الذي هو الاحتلال. ان التعددية يجب ان تتوقف ليس فقط في محطة الموقف الوطني من اجل تقرير المصير واقامة الدولة ذات السيادة وكل ما يتبعه من البرنامج المعروف، بل كذلك في الممارسة اليومية وبأدق ادق التفاصيل دون أي شرخ وثغرة كعقب أخيل تنفذ منه الاسهم السامة ضد هذا الشعب، هذا ينطبق على كل الفلسطينيين اينما كانوا، وبدون استثناء، نقول ذلك ونحن نرى ما يحدث في غزة، وما حدث او قد يحدث ايضا في لبنان، حتى انتقاء اسماء الاحزاب والمنظمات والتنظيمات الفلسطينية يجب ان يكون ضمن الخط الوطني والهدف الوطني العام بدون تشنجات ومراهقات شعاراتية ابعد ما تكون عن الواقع، والاهم عن تحقيق الهدف العادل المنشود. هنالك فرق هائل بين تعددية الالتزام، وبين التشرذم والوقوع في شرَك التدجين خدمة لآخرين، هنالك فرق هائل بين التعددية وبين الانقسامات الحادة لدرجة العداء والتخاطب بالنار، وقد يكون الواقع المر الذي فرض على هذا الشعب من قبل الاحتلال وسيده الامريكي هَدف ويهدف بالضبط الى ما وصلت اليه الامور، فهل الاقتتال يساهم في حل ازمة الحياة اليومية من الفقر والبطالة والحرمان والمعاناة!! العكس هو الصحيح، قد يكون انتصار الاخ على اخيه اسهل بكثير من الانتصار على العدو، لكن أي انتصار هذا!! واي ثأر!! واي دافع لهذا السفك من الدماء، للاحتلال ضلع في ما يحدث، وللاحتلال عملاء، وهنالك تجار سلاح يروجون لبضاعتهم، والثمن دم ابناء وبنات هذا الشعب، والثمن الابتعاد عن تحقيق الهدف العادل المنشود، واذا حدث توقف في الاقتتال فهذه طائرات ودبابات الاحتلال على اهبة الاستعداد، الحل هو في التحلّي بالمسؤولية الوطنية، والتدجّج بهذه المسؤولية من قمة الرأس الى اخمص القدم، وتفويت الفرصة على كل المتربّصين والاعداء، هذا هو الامتحان المصيري الصعب، والغالبية الساحقة جدا جدا من هذا الشعب المناضل قررت وتهيأت للنجاح في هذا الامتحان، وهذا هو المطلوب.

الأثنين 21/5/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع